التقارير

تقرير خاص: الموقف #السعودي من تفجيرات #العراق.. تحريض طائفي أم تضامن؟

 

كلام ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التضامني مع العراق بعد التفجيرات الإرهابية التي وقعت فيه مؤخرا، لا يبدو أنه يتناغم بشكل أو بآخر مع ما سبق وعبر عنه رئيس الدبلوماسية السعودية وزير الخارجية عادل الجبير قبل فترة حيث خرج للمطالبة بتفكيك "الحشد الشعبي" لملاحقتها وطردها فلول تنظيم "داعش" الإرهابي من منطقة الفلوجة.

 

فرأي الجبير يبدو مناهضا بشكل واضح لمن يقاتل التنظيم الإرهابي ويحمي العراق من انتشار هذا المرض الخبيث في جسد الوطن العراقي كما في جسد الأمة، بينما يأتي كلام ولي ولي العهد رافضا للتفجيرات التي تبناها "داعش" في العراق، والتي استهدفت مؤخرا مقام السيد محمد بن الإمام علي الهادي(ع) وقبله حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، فأي كلام هو الذي يجب اعتماده كموقف رسمي للمملكة السعودية؟ هل هو موقف الجبير المنتقد لمن يقاتل الإرهاب وبمعنى أكثر منطقية الرافض محاربة الإرهاب؟ أم أن الموقف الرسمي يعبر عنه الوزير الأمير محمد بن سلمان الذي قال إن "العراق بلد شقيق وله مكانته التاريخية ونشاطره وحدة المصير"؟ وما المقصود هنا بوحدة المصير؟ هل المقصود السلسلة الأخيرة من التفجيرات التي استهدفت العراق والمملكة السعودية؟ هل المقصود نفس نوعية التفجير من الكرادة ببغداد إلى القنصلية الأمريكية في جدة؟ هل المقصود نفس الفلسفة الإجرامية للإرهاب باستهداف الحرم النبوي الشريف والمسجد بالقطيف ومن ثم استهداف مقام ابن الإمام الهادي(ع)؟

 

المملكة ودعم الإرهاب

ولكن ماذا عن الموقف السعودي الملتبس من ملف الإرهاب والذي قد يعتبره البعض أنه يكيل بمكيالين؟ فمن جهة هو موقف يندد بالإرهاب وأفعاله ويدعو لملاحقته في الداخل السعودي لمنعه من التفجير في أكثر من منطقة، بينما المملكة متهمة بتمويل كثير من هذه الجماعات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر من سوريا إلى العراق نفسها وصولا لما يُسرّب عن تورط جهات سعودية نافذة رسمية من العائلة الحاكمة باعتداءات 11 أيلول/سبتمبر من العام 2001، كما أن الموقف الرسمي للمملكة يهاجم وينتقد بل ويعادي في كثير من الأحيان كل الأطراف التي تحارب الإرهاب اليوم من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى الحشد الشعبي في العراق إلى النظام في سوريا إلى حزب الله في لبنان وصولا لمطالبة الوزير الجبير بسحب سلاح المقاومة الفلسطينية.

 

كما أن المملكة السعودية صديقة لدول وجهات متورطة بدعم الإرهاب وتمويله، سواء من بعض الأطراف الخليجية المتورطة برعاية الجماعات الإرهابية وتسليحها إلى تركيا ودورها في الحرب على الوطن السوري وفتح الحدود لكل صنوف الإرهابيين من جميع أنحاء العالم، وصولا لبعض الجهات التكفيرية التي ترتبط ارتباطا عضويا وتكوينيا بالمملكة وتنهل من منابعها الفكرية والمالية، بالإضافة إلى أن الفكر الوهابي الذي تعتمده معظم الجماعات التكفيرية الإرهابية في كل العالم بدءا من باكستان وأفغانستان وصولا إلى أوروبا مرورا بكل المنطقة المشتعلة في الشرق الأوسط، هو فكر معروف المصدر والكل يدرك أين يدرس وكيف يترسخ في مناهج التعليم في المملكة وما هي أوجه الشبه بينه وبين ما تعلمه "المدارس الشرعية" لتنظيم "داعش" الإرهابي.

 

أي دور سعودي في تفجيرات العراق؟؟

فماذا يعني كل ذلك وعلى ماذا يدل؟ هل يؤدي بنا إلى القول بأن المملكة السعودية مع الإرهاب أو ضده؟ وهل المملكة تؤيد أو ترفض التفجيرات في العراق وغيرها من الدول؟ وهل الاستنكار والشجب هو فقط للاستهلاك الإعلامي والمزايدة السياسية ومن باب المجاملة الدبلوماسية بينما الموقف الحقيقي مختلف تماما؟ خاصة أن هناك من همس وتحدث عن أن جهات سعودية محددة كانت تقف خلف سلسلة التفجيرات في المملكة نفسها لتحقيق أهداف معينة سياسية وغير سياسية، وهنا بيت القصيد فما الذي يمنع من يفجر في داخل بلده من أن يتورع عن التفجير أو تأييد التفجير في الدول أو البلدان الأخرى؟ فطالما هو يعتمد التفجير والإجرام وسيلة لتحقيق غاياته ومآربه فما الذي يجعله يمتنع عن فعل ذلك في العراق أو سوريا أو لبنان أو ليبيا أو تركيا وغيرها من الدول الأوروبية والأمريكية؟

 

واللافت في هذا الإطار ما نقلته بعض وسائل الإعلام العراقية عن مصادر أمنية تأكيدها أن "منفذ تفجيرات الكرادة سعودي الجنسية ودخل إلى العراق بطريقة رسمية"، مضيفة أن "السفارة السعودية في العراق سهلت دخوله مع البعثة الدبلوماسية وقد أجرى اتصالات عديدة قبل تنفيذ العملية بالإضافة إلى لقاءات في عدة أماكن"، وأشارت المصادر الأمنية العراقية إلى أن "إرادات سياسية حالت دون التحقيق حتى الآن في هكذا اتجاه أو استدعاء أشخاص يعملون في السفارة ويحملون الجنسية السعودية"، وأوضحت أن "السفارة السعودية رفضت الإدلاء بأي معلومات تساعد التحقيق".

 

فما حقيقة كل ذلك وهل فعلا دخل المنفذ بمساعدة رسمية سعودية إلى العراق؟ وإن صحت هذه المعلومات هل يكون هناك تورطا رسميا سعوديا في اعتداء الكرادة أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تصرفا فرديا أو خرقا أمنيا لا تسأل عنه الجهات الرسمية في المملكة؟ خاصة أن العملية وطريقة تنفيذها تشير إلى أمور تحتاج لرعاية أجهزة استخبارات ودول تقف خلفها خاصة لناحية ما يقال عن مواد غير عادية استخدمت في التفجير، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن كيفية إدخال هذه المواد وتخزينها؟ ومن أشرف على عملية التفجير؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير تبقى في عهدة الجهات المعنية للإجابة عنها، كما تحتاج إلى توضيحات ممن بات في موضع الاتهام في كل عملية إرهابية إجرامية تقع في أي بقعة من بقاع الأرض فقط لأنه إما متورط فعلا وإما لأنه يضع نفسه في موضع الشبهة الدائمة..

أضيف بتاريخ :2016/07/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد