آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
راشد محمد الفوزان
عن الكاتب :
ماجستير بالإدارة، كاتب يومي بجريدة الرياض،مدير مكاتب CNBC عربية بالمملكة، حاصل على جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب الاكثر تاثيرا بالإقتصاد

مؤشر الداو يتجاوز 18 ألفاً


راشد محمد الفوزان ..

من يدقق بأوضاع الاقتصاد العالمي يجد تباينا لا حدود له، فمن أوروبا أو القارة العجوز نلحظ أن القوة "ألمانيا" رابع اقتصاد عالمي والبريطاني خامس اقتصاد عالمي، أما البقية الأوروبية فهي تعاني وتتحمل عبء ذلك بصورة كبيرة، ألمانيا ذات القوة الاقتصادية، ولازال الاقتصاد الأوربي يعاني من الضعف الكبير يعكسه أسعار الفائدة الصفرية، وأيضا وصلت لمرحلة إصدار سندات بفائدة صفرية أو سلبية، وهذا يعزز البحث عن قيمة أصول أو توقعات ببيع بأسعار أعلى، وحين ننظر للشرف الآسيوي اقتصاديا نرى أنه بدأ يتعافى بمحدودية فالصيني وصل معه النمو بما يقارب 6،5% وهي التي كانت تتجاوز مستويات 10% وظلت الهند واليابان وكوريا تتباين في الأداء الاقتصادي ولكنها لم تصل لمراحل النمو التي كانت تتحقق في سنوات سابقة، أما الشرق الأوسط الذي يئن بقلاقل وحروب في منطقة الشام من العراق لسورية واضطرابات لبنان، وحرب اليمن جنوبا، واستمرار المتباين للإرهاب بالمنطقة، أما الولايات المتحدة الأميركية، نجد مؤشر السوق المالي "الداو" يغرد محلقا بنسب عالية تتجاوز مستويات 18 ألف نقطة، فهل هذا يعكس قوة اقتصادية أو مرآة حقيقة للاقتصاد؟ أم هي تضخيم من خلال سيولة أعلى من قدرات السوق ولاقتصاد بما يضخم الاقتصاد والأسواق بقيمة أعلى من القيمة المستحقة له، وهذا سيكون لا شك أثره السلبي لاحقا ككرة ثلج.

الاقتصاد الأميركي يعاني من الديون الضخمة، ولكنه اقتصاد منتج مستمر، وتحسن كثيرا ودلالة ذلك هي مستويات البطالة التي تنخفض وتتحسن فرص العمل في الاقتصاد الأميركي، وأيضا قدرة الاقتصاد الأميركي على المواءمة مع المتغيرات العالمية خاصة أسعار النفط التي أصبح هناك تحسن في الإنتاج النفطي وانخفاض التكاليف المستمرة للنفط الصخري، ومما وفر كثيرا على الاقتصاد الأميركي حتى أنه يمكنها التصدير، وهذا كله يعزز مرونة الاقتصاد الأميركي، وهي الدولة التي تدير العالم في التبادل التجاري من خلال "الدولار" سيد العملات العالمية، وتحسن النفط وتوقعات رفع الفائدة عزز قوة الدولار الأميركي، وهذا ما لا تريده أميركا أن يكون مستمرا، بل بتحفظ للارتفاع حتى تمتلك قدرة ومرونة أكبر للتصدير لمصانعها، الاقتصاد الأميركي يملك درجة عالية من القدرة على المرور من المصاعب وإن كانت قاسية وحادة؛ لكن يظل منتجا ولا يتوقف ودولة تقود العالم سياسيا، وحتى اقتصاديا، وتغير من منهجيات وأذواق العالم. الاقتصاد الأميركي هو مرآة السلامة للاقتصاد العالمي، حتى وإن كان مدينا ظل منتجا ويحقق مكاسب في مؤشراته، أميركا.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/07/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد