التقارير

تقرير خاص: هل يعاقب ’ #شيعة_الخليج’ على مواقفهم في حرب تموز 2006؟

 

نعيش في هذه الأيام الذكرى السنوية لحرب تموز في العام 2006 التي شنتها "إسرائيل" على لبنان وما شهدته من تطورات ومفاجآت من قبل المقاومة كانت الأولى من نوعها في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، حيث رُسمت معادلات جديدة على مستوى طبيعة توازن القوة وكيفية ردع العدو، هذه المعادلات وضعت المقاومة في لبنان اولا ومن ثم في فلسطين في موقف القادر على إنزال الهزيمة بالجيش الذي وصف في يوم من الأيام بأنه "لا يقهر"، وهذا ما تأكد خلال 33 يوما من صيف لبنان في الـ2006 وعاد وتجدد في العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2008 وفي العام 2012، فالمقاومة حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي بما لا يدعو مجالا للشك أو للتحليل.

 

ويكفي أن نتابع المواقف الإسرائيلية بعد الحرب وحتى يومنا هذا لنعرف مدى "الوهن العسكري" الذي أحدثته انتصارات المقاومة في عقلية الجيش والقيادة في "إسرائيل"، حتى باتت هذه القيادة تدرك أو تكاد بأن لا حلول عسكرية بعد اليوم مع المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، وهنا لا بدَّ من الإدراك والتنبه بأنه لا يجب أن تأخذنا كثيرا بعض التصريحات الإسرائيلية بأن جيش العدو حاضر للحرب وسيشنها إذا ما فرضت عليه أو إذا ما أقدمت المقاومة على أي عمل عسكري أو ميداني، وحتى لو كان العدو كذلك هل فعلا هو يريدها؟ هل فعلا سيعمل على المواجهة من جديد في حرب هو أكثر من أدرك فيها معاني الهزيمة المتتالية من حركات مقاومة لا يمكن أن تقارن به عديدا وعتادا وتجهيزات، وهو الكيان الذي يلقى الدعم اللامتناهي من ربيبته الولايات المتحدة الأمريكية ومن بريطانيا وحشد كبير جدا من الأنظمة في العالم والمنطقة في السر أو في العلن.

 

"إسرائيل" والمواجهة غير العسكرية

فهل غيّر العدو تكتيكاته أو إستراتيجياته المعتمدة لمواجهة المقاومة وكل من يتحالف معها أو يدعمها في المنطقة أو العالم؟ هل سيذهب إلى أساليب أخرى غير المواجهة العسكرية المباشرة ليحاول انتزاع انتصارات عجز عن تحقيقها في الميدان منذ ما قبل العام 2000(تاريخ اندحاره عن جنوب لبنان دون قيد أو شرط تحت وطأة ضربات المقاومة الإسلامية في لبنان)؟ الحقيقة يكفي أن نراقب بهدوء ماذا يجري في المنطقة وباقي العالم لندرك بشكل واضح من المستفيد ومن المتضرر مما يحصل؟

 

ليس من الصعب من خلال الاطلاع على المناطق أو الدول الملتهبة في المنطقة التوصل لنتيجة بسيطة أن دول منطقة الشرق الأوسط كلها أو أغلبها اليوم يعاني الحروب والاقتتال والفتن الداخلية باستثناء الكيان الإسرائيلي الذي ينعم وبعض حلفائه براحة مفترضة، وان كان بعض حلفاء الكيان الغاصب قد يتعرضون أحيانا لاعتداءات أو هجمات بحسب ما تتطلبه مصلحة العلاقة مع الكيان أو مصالح الكيان نفسه في المنطقة، إلا أن الحروب والتفجيرات والاضطرابات الأبرز هي دائما في الدول التي تعتبر في المحور المعادي لـ"إسرائيل" والدليل على ذلك ما يجري في العراق وسوريا واليمن ومحاولات توريط إيران في ملفات تستنزفها بالإضافة إلى السعي الدائم لاستنزاف قدرات حزب الله في مواجهة الإرهاب لإشغاله عن "إسرائيل" العدو الأصلي لهذه الأمة.

 

التضييق على بيئة حزب الله.. والداعمين!!

وفي متابعة مجريات الأحداث، يمكن الملاحظة بأن محاولة استنزاف حزب الله هذه تترافق اليوم مع محاولات للضغط عليه من نواحي اقتصادية واجتماعية كمحاولات تطويق بيئته في الداخل والخارج عبر ملاحقة رجال الأعمال من الطائفة الشيعة أو من اللبنانيين بشكل عام في أكثر من دولة من أمريكا اللاتينية وصولا إلى بعض دول الخليج مرورا بأفريقيا، بالإضافة إلى محاولات فرض قيود على المجتمع اللبناني عامة والشيعي خاصة عبر المصارف اللبنانية نزولا عند الرغبات الأمريكية في محاولة لتجفيف ما تسميه واشنطن ومن خلفها تل أبيب "مصادر تمويل" حزب الله الذي يشكل الخطر الأبرز على "إسرائيل" باعتراف العديد من القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين في كيان العدو.

هذا الضغط على المقاومة وحزب الله لم يقف فقط عند حد التضييق على اللبنانيين وعلى أبناء الطائفة الشيعية في لبنان أو في الخليج حيث تم ترحيل العديد من العائلات بحجج مختلفة، إلا أن المجريات تدلل أنه سيناريو واحد يتم تطبيقه للضغط على حزب الله عبر البيئة الحاضنة أو المؤيدة له، والضغط على مؤيدي المقاومة وداعميها وصل إلى غير اللبنانيين في بعض الحالات وبالأخص عبر محاولة التضييق على كل من دعم في الماضي أو يعتبر ممولا مفترضا للمقاومة وحزب الله من الخليجيين أنفسهم سواء كانوا من الشيعة أم غيرهم، بحسب مصادر مطلعة على الشأن الخليجي، التي تذكر بالمهرجانات التي كانت تقام في البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة السعودية دعما للمقاومة في لبنان وفلسطين، وبالتحديد الاحتفالات التي نظمتها جمعية "الوفاق الإسلامي" البحرينية المعارضة خلال حرب تموز 2006 دعما لحزب الله ماديا ومعنويا بالإضافة إلى حصول تظاهرات في منطقة القطيف في شرق المملكة السعودية.

 

ويكفي اليوم الاطلاع على ما يجري في البحرين وبالأخص مع جمعية "الوفاق" لملاحظة استمرار السيناريو الذي يستهدف كل من وقف مع المقاومة في حرب 2006 وما قبلها وما بعدها، وبالتالي يمكن طرح الكثير من الأسئلة حول ما يجري من محاولات لوضع اليد على أموال الخُمس في البحرين والمملكة السعودية وربما في مستقبل الأيام في غيرهما من دول مجلس التعاون الخليجي، فهل الخُمس كواجب شرعي عند الشيعة يؤثر على الأنظمة الحاكمة في الخليج؟ أم أن الخُمس قد يشكل مصدر قلق لمن يخاف من وصول الأموال النظيفة إلى حركات المقاومة التي تتسلح لمجابهة العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري؟

 

أمريكا تقود حربا على المال الشيعي في الخليج؟!

وحول ذلك قالت مصادر بحرينية مطلعة إن "المال الشيعي قد يكون إحدى عوامل استهداف القوة الشيعية في الخليج من قبل أمريكا وبعض أنظمة المنطقة إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تشترك أيضا مع هذا العامل"، وأضاف أن "هذا المال على أهميته لا يشكّل نسبة معتبرة من حاجات خطّ المقاومة في الصّراع المدمّر مع الكيان الصهيوني والإرهاب التكفيري".

وأكدت المصادر أن "الحرب على الأحرار في دول الخليج ولا سيما الشيعة تقودها أمريكا والصهيونية بهدف تصفية قوى الممانعة والمقاومة في كلّ من لبنان والعراق واليمن وسوريا وامتدادات خطّ الممانعة من حاضنات شعبيّة ومؤسّسات ومرجعيّات وغير ذلك"، وتابع "لذلك نرى استهداف الشعب البحريني وصولا لتصفيته وإضعافه على كلّ المستويات والمواقع".

 

وتأكيدا على رفض الرأي الآخر من قبل الأنظمة الحاكمة، أوضحت المصادر البحرينية أنه "مؤخرا تمّ تحجيم العمل المعارض في البحرين بشقّيه الشيعي والسني وتمّ تجريم الجمع بين العمل الديني والسياسي"، وأشارت إلى أن "هناك استهداف ممنهج في منطقة الخليج ضدّ كلّ صوت مختلف مع الأنظمة الحاكمة وهذا الاستهداف قائم على خلفيّات سياسيّة".

 

ولفتت المصادر إلى أن "منطقة الخليج بالنسبة للأمريكي والبريطانيّ هي منطقة محرّمة على المعارضات ومحرّمة على التّغيير السياسي ولا فرق في ذلك بين الشيعي والسني"، وتابعت أن "الشيعيّ أو السنيّ الخانع والموالي لهم يتمّ احتضانه وحمايته أما الشيعيّ والسنيّ المطالب بحريّته والمقاوم لمشروعهم في المنطقة يجب القضاء عليه حسب سياستهم العدوانيّة".

أضيف بتاريخ :2016/07/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد