آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. منصور الجمري
عن الكاتب :
كاتب بحريني ورئيس تحرير صحيفة الوسط البحرينية

المنطقة تتجه لحلحلة ملفّاتها

 

الملفُّ السوريُّ يتجه لحلٍّ سياسيٍّ، هذا هو ربما العنوان الرئيسي للتحركات الدولية والإقليمية المفاجئة. العاصمة النمساوية ستحتضن اجتماعاً بين وزراء خارجية روسيا وأميركا وتركيا والسعودية غداً (الجمعة) لبحث الوضع في سورية.

 

يأتي هذا التحرك بعد زيارة مفاجئة وغير متوقعة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، قدم خلالها الشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شَنِّ ضربات جوّية على الجماعات المتشددة في سورية، وهي أول زيارة يقوم بها الأسد للخارج منذ تفجّرت الأزمة في بلاده العام 2011.

 

بوتين سارع إلى إجراء اتصالات مع العاهل السعودي والرئيس التركي عقب زيارة الأسد المفاجئة، كما أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً بنظيره الأميركي جون كيري لبحث الملف السوري.

 

وهكذا، وبعد ثلاثة أسابيع من شنّ روسيا حملة جويّة على المتشددين في سورية، وتوصُّل كلٍّ من أميركا ورسيا إلى توافقات تمنع أيَّ اصطدام عسكري بينهما بصورة غير متوقعة، فإنّ الطريق باتت سالكة نحو حلٍّ سياسيٍّ، لا يتوقف عند سورية فقط، وإنما قد يشمل أيضاً ما يجري في العراق. فالملفّ العراقي انفجر بعد سيطرة المتشددين على مساحات شاسعة من سورية.

 

التردُّد الأميركي في شنّ غارات مؤثرة كما فعلت روسيا ربما منشأه أن الملفّات في المنطقة أصبحت متضاربة ومعقدة، وأميركا لا تعتبر تنظيم «داعش»، أو التنظيمات الإرهابية الأخرى، خطراً وجوديّاً عليها... وهذا كله أفسح المجال لدخول روسيا، بعد أن كانت تنتظر فرصتها للعودة إلى لعب دور دوليّ وفرض وجودها بما يناسب مصالحها الإستراتيجية.

 

الملفّات المشتعلة في المنطقة جميعها متداخلة، وحلحلة واحد منها لا بد وأن يؤثر على الملفّات الأخرى، تماماً كما كان اشتعال تلك الملفّات قد أثر على بعضها الآخر في 2011.

 

ما تؤكده هذه التحركات أن الحلَّ السياسيَّ هو الخيارُ الذي تتجه نحوه الأطراف في نهاية المطاف، وذلك بعد الإنهاك الذي تعرضت له إمكانات الدول، وبعد انتشار ظاهرة الإرهاب لتطال بنارها الجميع من دون استثناء.

 

الكاتب: منصور الجمري.

المقال لصالح صحيفة الوسط البحرينية.

أضيف بتاريخ :2015/10/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد