آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
انور أبو العلا
عن الكاتب :
كاتب سعودي

حكاية منظمتين «أوبك وأوابك»


أنور أبو العلا ..

معظم الناس إن لم يكن جميعهم -على مستوى دول العالم الصناعية المستهلكة للبترول- سمعوا الكثير عن منظمة أوبك ولكن القليلون منهم الذين سمعوا ولو القليل عن منظمة أوابك.

أوبك هي منظمة دولية تم تأسيسها عام 1960 ومقرها فينا (عاصمة النمسا) تضم أربعة عشرة دولة من شتى أصقاع المعمورة بغض النظر عن العرق والدين واللغة ويوحدهم فقط البترول.

بينما أوابك هي منظمة عربية صافية مقرها الكويت تضم إحدى عشرة دولة عربية هي: المملكة والكويت وليبيا (الدول المؤسسة عام 1968). ثم انضمت إليهم البحرين وقطر والإمارات والجزائر عام 1970، ثم العراق وسورية عام 1972 ثم مصر عام 1973 وأخيرا تونس عام 1982.

دور أوابك كمنظمة مؤثرة في أسواق البترول محدود وسبب اهتمامي بكتابة هذا المقال عن أوابك ليس لأهمية الدور الذي تلعبه هذه المنظمة في أسواق البترول بل فقط لإعطاء فكرة للقارئ العربي عن هذه المنظمة العربية التي نكاد أن لا نسمع بها في الأخبار رغم وجودها بين ظهرانينا في شقيقتنا الكويت.

يقتصر دور أوابك على إجراء بعض الدراسات وعقد المؤتمرات أحيانا وإصدار بعض التقارير والنشرات لكن كما هو جلي للعيان لا يعطيها الإعلام الغربي أو حتى العربي أي انتباه (كما يهتمون بمتابعة أخبار منظمتي أوبك ووكالة الطاقة الدولية) فلا يرد اسم أوابك في أخبار وكالات الأنباء العالمية أو المحطات التلفزيونية أو حتى الصحف الغربية ربما لعدم معرفتهم بوجودها.

في خانة أسئلة شائعة على موقع أوابك تسأل أوابك سؤالاً يقول: ما الفرق بين منظمتي أوبك وأوابك؟ ثم تجيب أوابك على سؤالها قائلة بأن منظمة أوبك تضم دولا عربية وأجنبية وبأن سبعة من الدول العربية الأعضاء في منظمة أوابك هم أيضا أعضاء في منظمة أوبك وبأن هذه الدول السبعة المشاركة في المنظمتين هي: المملكة، والكويت، وليبيا، والعراق، والإمارات، والجزائر، وقطر.

للإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه فإن أوابك رغم انزوائها في وسائل الإعلام لأنها لا علاقة مباشرة لها بصناعة قرارات إنتاج البترول للدول الأعضاء فيها إلا أنها لها نشاط معلوماتي تسهيلي (لوجستي) كبير يمكن أن يستفيد منه الدارسون والباحثون عن المعلومات في شؤون البترول والغاز في الدول العربية فهي تنشر عدة دوريات منتظمة كالتالي: تقرير الأمين العام، والتقرير الإحصائي السنوي، والنشرة الشهرية، ومجلة النفط، والتطورات البترولية في الأسواق العالمية والدول العربية.

كذلك لها نشاط في عقد بعض المؤتمرات والندوات، وإصدار جائزة علمية كل سنتين مقدارها 41 ألف دولار، إضافة إلى قيامها بين الحين والحين بإعداد ونشر بعض البحوث والدراسات.  

الخلاصة:
أنا هنا لا أعترض على -بل أؤيد- بقاء منظمة أوابك في الظل يقتصر دورها على الدراسات وعقد المؤتمرات وتجميع وتبادل المعلومات بين أعضائها حتى لا تكون منافسة وسببا في إضعاف أوبك.

كذلك وهذه ميزة ليست عيبا أنه لم يحدث قط -على حد علمي- أن حاولت أوابك أن تقوم بإجراء أو إصدار تصريح يتعارض مع الإجراءات والتصريحات التي تصدر من أوبك رغم أنه يوجد أربعة دول عربية (البحرين، وسورية، ومصر، وتونس) أعضاء في أوابك وليس هم أعضاء في أوبك.

السؤال الذي تبادر إلى ذهني وأنا أختم هذا المقال هو: أنه يوجد بعض الدول العربية كعمان والسودان واليمن تنتج وتصدر البترول أكثر من إنتاج وتصدير بعض الدول الأعضاء في أوابك مثل سورية وتونس ومصر والبحرين فلماذا لم تنضم هذه الدول إلى أوابك؟، لا سيما عمان التي هي عضو في مجلس التعاون وتنتج وتصدر ولها وزن في أسواق البترول أكثر كثيرا من مصر وسورية وتونس والبحرين.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/07/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد