آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز المحمد الذكير
عن الكاتب :
كاتب سعودي اليومي في جريدة الرياض مترجم معتمد.

الدوار والإغماء عند أبواب القبول

 

عبدالعزيز المحمد الذكير ..

قرأنا في هذه الجريدة الأسبوع الماضي أن الطالبات المتقدمات للقبول في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض، عشن يوماً عصيباً حينما تجمعن للتقديم اليدوي في مبنى عمادة القبول والتسجيل بعد فشل النظام الإلكتروني، ما أدى إلى وقوع تدافع بين الطالبات وحالات إغماء بسبب حرارة الأجواء. ولم تفلح أكثر من أربعة آلاف طالبة في تسليم ملفاتهن إلى الجامعة، إذ نفت الجامعة وجود قبول يدوي، وشددت على عدم صحة ذلك عبر حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وفي محاولة من الجامعة للتخلص من تجمع الطالبات، أوهمت بوجود حريق في المبنى، الأمر الذي يستوجب إخلاء والخروج من الجامعة وانتهاء التسجيل. (هكذا أنقل عن هذه الجريدة).

 

على الجانب الآخر، لم يكن الحال أفضل لطلبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تجمعوا لإنهاء إجراءات قبولهم في مقر الجامعة، ما أدى إلى ازدحام في مرافق الجامعة وأمام مبنى عمادة القبول والتسجيل.

 

ويهز الوجدان أن تنتقل أقوال صحافتنا إلى إغماءات. ولا نعهد في عالم اليوم أن طلبة أو طالبات يُغمى عليهم وهم يحاولون الحصول على قبول دراسى.

 

وكغيري من الناس عامتهم وخاصتهم لن أدعي معرفتي بوسائل "فك الاختناقات" لكنني طامع في عقول استطاعت فك الاختناقات في الموانئ في سنين خلَتْ، وفك اختناقات شبكات الهاتف الأرضي أيام الندرة والطفرة! وفك اختناقات الإسمنت والرمل والبحص أيام فورة الحراك الإنشائي والعمران. أفلا تتفتق أذهان مسؤولي الجامعة المذكورة عن فكرة تقود إلى "حل اختناقات الأوادم". لا بد أن يستنبطوا من الوسائل ما يجعل كل طالبة طموحة في الجامعة المذكورة تحصل على المقعد أو التخصص الذي تهواه بسهولة ويسر، أو على الأقل بدون "إغماءات".

 

ثم لماذا لا نؤقلم العلم مع الحاجة، ونُقنع الطالبات بذلك.. ومتأكد أن بيننا من هو أو هي صاحبة رؤية تستطيع المساهمة في تفريج هذا الهم المزمن. وأرى أن من بين وسائل فك الاختناقات التحصيلية جعل الوظائف المدنية في بلادنا بمعزل عن الدرجة العلمية، كما تفعل كل بلاد الدنيا. وعندنا الطلاب يركضون على التخصص الأسرع قبولاً في وظائف القطاع العام.. ومنذ زمن بعيد توقف العالم عن جعل الدرجات العلمية، والعليا مضماراً يركض فيه من أراد حياة الراحة والدعة في القطاع العام. الشهادة الجامعة – إلى عهد قريب – كانت بمثابة بوليصة تأمين وظيفة.. والذي نرجوه من جامعة نورة هو أن يملكوا غير تلك الأساليب العتيقة في استقبال الطلبات، حتى لا يخوفهن غول "فاقد الشيء لا يُعطيه".

 

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/08/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد