آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

جاء دور الكهرباء..!


إبراهيم محمد باداود ..

من القيم التي تؤكد عليها الشركة السعودية للكهرباء في موقعها على الإنترنت هي إصرارها على التقدم والتزامها بالتميز وجعلها الإنسان محور اهتماماتها وتلك قيم جميلة ورائعة غير أن الارتفاع الذي شهدته فواتير شركة الكهرباء مؤخراً يتعارض مع تلك القيم ، فمع توقع الكثيرين وجود زيادة في فواتير الكهرباء لأننا في أشهر الصيف إلا أن تلك الزيادة الصيفية كانت مرتفعة للغاية ومضاعفة مما أدى إلى تذمر الناس بسبب التعرفة التي تم وضعها مؤخراً على الشرائح والتي يتم احتساب الاستهلاك على أساسها ، والآلية التي وضعت لاحتساب تعرفة كل شريحة وهي آلية يعاني كثير من الناس في فهمها ومعرفة آلية احتسابها .

قبل عدة أشهر أثارت التعرفة الجديدة الموجودة في فواتير شركة المياه غضب كثير من الناس ممن تضاعفت لديهم الفاتورة أضعافاً مضاعفة مع وجود نفس الاستهلاك وكان واضحاً للعيان بأن هناك خللاً ما صاحبها مما أدى ليس فقط إلى إعادة النظر بشأنها بل وإلى إعفاء عدد من القيادات التي كانت مسؤولة عن تقديم تلك الخدمة، واليوم يواجه الناس حالة مشابهة مع فواتير شركة الكهرباء من حيث ارتفاعها الكبير مع عدم ارتفاع نسبة الاستهلاك بتلك النسبة التي توازي ارتفاع الفواتير إضافة إلى عدم الموافقة على بعض الحلول الممكنة لخفض تلك الفواتير مثل فصل العدادات في المساكن للوحدات المستقلة ووضع شرائح متفرقة للاستهلاك السكني والتجاري والصناعي مع اللجوء إلى وسائل محفزة للجمهور للترشيد وكذلك التعويض في حال انقطاع الكهرباء عنه من قبل الشركة .

مشكلة العديد من الجهات التي تقدم بعض الخدمات الأساسية للجمهورهي عدم تقديم التوعية والتنبيه للأفراد عن آلية احتساب رسوم تلك الخدمات بصورة مبكرة وواضحة ، فكثير من تلك الخدمات والرسوم المرتبطة بها وفئاتها موجودة على العديد من المواقع الإلكترونية ولكنها لاتزال غامضة وغير واضحة أو مفهومة لعامة الناس وتحتاج أحياناً إلى مستويات علمية عليا حتى يتم فهمها خصوصاً مايرتبط منها بالشرائح والحساب والوحدات والفئات وغيرها من المصطلحات المعقدة والتي يعجز الكثير عن فهمها إضافة إلى إنه حتى لو تمكن البعض من فهم بعض تلك الرسائل التوعوية وفك شفرتها فإنها تأتي بعد وقوع الصدمة وصدور الفواتير واستلامها من قبل المستهلكين .

الترشيد مطلب وطني لاجدال فيه والشركة السعودية للكهرباء خطت خطوات مميزة خلال السنوات الماضية وقامت بالعديد من المشاريع الكبرى على نطاق واسع بالمملكة وتحظى بمميزات خاصة من قبل الدولة غير أنها تحتاج إلى إعادة النظر بشأن التعرفة التي صدرت مؤخراً والتي أكد معالي الوزير السابق بأن 87% لن يتأثروا بالتعرفة الجديدة في حين أن فواتير الصيف تأثر بها معظم الناس ، فالهدف هو تقديم خدمة للمشتركين تتلاءم مع استهلاكهم وفي إطار ظروفهم المعيشية والإنسانية ، خصوصاً وإن من قيم الشركة أن الإنسان محور اهتمامها.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/08/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد