التقارير

تقرير خاص: أنظمة العرب والعدوان على #غزة.. لماذا لا نردع ’#إسرائيل’ ونحمي #فلسطين؟

 

في اعتداء جديد على قطاع غزة المحاصر قصف الجيش الإسرائيلي بغارات عنيفة مناطق عدة أدت إلى إصابة مدنيين فلسطينيين، بحجة أن صاروخا مصدره القطاع سقط في الأراضي المحتلة، نشاط إسرائيلي اعتبر رسالة شديدة اللجة إلى الفلسطينيين بأن أي تحرك للمقاومة قد يتبعه رد أعنف بمعنى إن "إسرائيل" لن تقبل بتغيير المعادلات القائمة مع قطاع غزة.

هذا الأداء الإسرائيلي لم يقم أي اعتبار لأي نظام رسمي عربي سواء ممن يقيم علاقات رسمية علنية مع كيان العدو أو ممن يحاول فتح قنوات للتطبيع معه تحت مسميات مختلفة أو بقنوات متنوعة رسمية أو شبه رسمية عبر مسؤولين سابقين أو تحت عنوان زيارات لوفود ثقافية ورياضية عربية قد تزور تل أبيب أو بالعكس عبر وفود إسرائيلية قد تزور بعض العواصم العربية والخليجية، والتسريبات في هذا الإطار كثيرة وتصدر بشكل خاص عن الإعلام الإسرائيلي بغاية إحراج الأنظمة العربية أو بهدف كيّ الوعي العربي والتمهيد لبدء القبول بعلاقات عربية إسرائيلية وخليجية إسرائيلية في يوم ما.

 

 أين الأنظمة العربية من العدوان الإسرائيلي؟

في السياق أثار الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة العديد من التساؤلات عن دور هذه الأنظمة العربية في حصول أو منع أي اعتداء إسرائيلي على الفلسطينيين، أما عبر السكوت وأما عبر إعطاء الضوء الأخضر والموافقة الضمنية، وإلا كيف يمكن تفسير السكوت العربي المطبق سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي عن العدوان الجديد على غزة، وكيف تقبل الأنظمة العربية أن يتم الاعتداء على أرض عربية وإسلامية بينما هي تسعى لفتح قنوات مع "إسرائيل"؟ وأي مكاسب ستحققها فلسطين من تلك العلاقات المعلنة وغير المعلنة بين العرب و"إسرائيل"؟ وأين الجامعة العربية "صاحبة المبادرات السخية" لإسرائيل من العدوان الأخير على غزة؟ وكيف يمكن ترجمة بيانات الجامعة(وأخرها كان في قمة نواكشوط) الداعمة للقضية الفلسطينية بينما الشعب الفلسطيني يقتل بآلة الحرب الإسرائيلية دون أن يُسجل أي موقف عربي أو إسلامي فعال في هذا المجال؟ كما يمكن التساؤل في هذا الإطار عن "منظمة التعاون الإسلامي" وعن جدوى وجودها ودورها وهل فعلا هي تعمل لحماية المسلمين والدول الإسلامية؟ كما أن التطورات الأخيرة في المنطقة والعدوان على غزة يدفعنا للتساؤل عن دور الأنظمة العربية الكبرى من مصر إلى المملكة السعودية وغيرها من الدول التي تعتبر نفسها من "أمهات وحواضن" الشعوب العربية والإسلامية نظرا لأدوارها الإستراتيجية إقليمياً ودولياً في رعاية شؤون العرب والمسلمين وحفظ أمنهم؟

واللافت أن العديد من الدول العربية والإسلامية تشكل الأحلاف العسكرية والإعلامية وتقودها لضرب ومهاجمة أشقاء وأخوة في اليمن وسوريا وغيرها من الدول، فلماذا يبرز سريعاً كل هذا الاهتمام والجهد لشن الحرب على اليمن ولإسقاط النظام في سوريا ولإحداث تغييرات سياسية وغير سياسية في العراق ولبنان ومصر وليبيا... حيث تدفع الأموال الطائلة في خدمة تلك المشاريع، بينما يترك الفلسطينيون وحدهم في انتظار الموت المحتوم عبر الطائرات الإسرائيلية أو الحصار البري والبحري أو عبر ترك الدمار يلف غزة من مخلفات العدوان الأعوام 2008 و2012 و2014، فلماذا لم تبادر أنظمتنا العربية والإسلامية لإعادة إعمار غزة بعد سنوات من حصول الجرائم الإسرائيلية؟ ولماذا يتم منع بعض الدول الإسلامية من المساهمة في إعادة الإعمار بينما نمتنع نحن عن القيام بذلك؟

 

قوة العرب.. لو أرادوا

ومن غير المقبول القول إن لا دور للمملكة السعودية وقيادتها أو للنظام المصري وغيرها من أنظمة "مجلس التعاون الخليجي" في منع الاعتداءات الإسرائيلية وفي حماية غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة والمسجد الأقصى والمقدسات في كل فلسطين، فمثلا لو بادرت المملكة السعودية لتحريك علاقاتها الدولية فبالتأكيد يمكنها منع أي عدوان وردع "إسرائيل"، فهل سيقدر الكيان الإسرائيلي على الوقوف بوجه الموقف العربي الموحد لو أراد العرب فعلا حماية فلسطين والفلسطينيين؟ أليس العرب وبالأخص دول الخليج قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية كبرى لها تأثيرها الدولي بقيادة المملكة السعودية؟ فلماذا لا نستخدم هذه القوة في مواجهة "إسرائيل" وفي خدمة هدف محدد هو ردع الإسرائيلي عن قتل الفلسطينيين وفي فك الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة؟

والشيء المستفز في الموضوع أن العرب لا يستفزهم كل مناظر العدوان الإسرائيلي، وهؤلاء العرب لا يريدون ربما عمدا وعن سابق قصد وتخطيط في اتخاذ المواقف الوطنية والقومية التي تشد عضد الأمة وتزيد من تماسكها، بل العرب كما يبدو يفضلون الظهور دائما بمظهر المنبطح واللاهث خلف "إسرائيل"، فممارسات الأخيرة تؤكد أنها مطمئنة إلى أبعد الحدود أن لا جيوش عربية ستُحشد لقتالها ولا حتى مواقف سياسية واقتصادية ستُتخذ لحصارها ولذلك نرى العدو يعيش مرتاحاً جداً لكل ما يجري في المنطقة ويمارسه هوايته في الاعتداء على الأراضي العربية كلما ارتأى أن مصالحه تتطلب ذلك.

 

 أي دور عربي نريد بوجه "إسرائيل"؟

حول كل ذلك رأت مصادر إسلامية مطلعة على الشأن الفلسطيني أن "على "المؤسسات الدينية والإعلامية العربية ممارسة دورها الحقيقي في توجيه الأمة صوب العدو الأساس أي العدو الصهيوني والابتعاد عن الخلافات الجانبية التي  تريح هذا العدو"، ولفتت إلى أن "هذه المؤسسات عاجزة عن القيام بدورها بسبب سيطرة الأنظمة الرسمية عليها".

وأشارت المصادر في حديث لصحيفة "خبير" إلى أن "الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية بمجملها هي أنظمة خانعة وصامتة أمام العدو الإسرائيلي والأسباب عديدة منها الانصياع للأوامر والرغبات الأمريكية مرورا بالخوف على المصالح الخاصة للحاكم وعائلته وصولا للعمالة الكاملة لواشنطن وتل أبيب"، وأكدت أن "حال الأنظمة العربية والإسلامية هو ما يدفع العدو للتجرؤ على العدوان أينما كان وساعة يريد".

وشددت المصادر على "وجوب اتخاذ خطوات عملية تردع العدو الإسرائيلي عن غطرسته التي لا تتوقف على الاعتداء على قطاع غزة إنما هي ممتدة إلى كل قرى ومدن الضفة الغربية وتطال الوجود العربي الفلسطيني داخل حدود الـ48 أي أن الهدف الإسرائيلي إبادة الشعب الفلسطيني أينما وجد"، ودعت المصادر إلى "عدم انتظار الدعم الرسمي بل السعي لامتلاك عناصر القوى العسكرية والسياسية والإعلامية وفضح ممارسات "إسرائيل" والتواطؤ الرسمي عبر مطالبة الأنظمة بالتحرك الذي كان يجب أن يحصل منذ عشرات السنين".

صحيح أن التجارب التاريخية أثبتت أن انتظار الشعوب للدعم الرسمي العربي والإسلامي لمواجهة العدو الإسرائيلي هو ضرب من الوهم والخيال - باستثناء بعض الأنظمة التي تحارب بسبب دعمها للقضية الفلسطينية – إلا أن ذلك لا يعني ترك الأنظمة تفعل ما تريد والذهاب بعيدا في المتاجرة في القضية الفلسطينية وصولا إلى شطبها، بل لا بدَّ على الشعوب العربية والإسلامية أخذ زمام المبادرة وإعادة طرح وتفعيل القضية الفلسطينية وشرح تقصير الأنظمة والقيادات في دعم هذه القضية والبحث في أسباب هذا التقصير والسعي لوقف التمادي فيه وصولاً لإيصال الحقوق لأصحابها في فلسطين وباقي الأقطار الإسلامية والعربية.

أضيف بتاريخ :2016/08/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد