آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الكعيد
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

من لا يتحمّل مشقّة التعلّم فلن يجد عملاً


عبدالله إبراهيم الكعيد ..

قيل ليس لأن الأشياء صعبة لا نجرؤ على القيام بها، بل هي صعبة لأننا نُحجم عنها. هذا التشخيص القولي يحكي تماما حال أكثر من نصف الطالبات وأكثر من ثلث الطلبة في بلادنا الذين يلتحقون بالجامعات ويخفقون في اختيار التخصص الذي يحتاجه سوق العمل.

فشل ذلك الاختيار يعود في ظنّي الى ثلاثة أسباب.

الأول: التضييق على من يتقدم للتخصص المطلوب بسبب محدودية المقاعد المخصصة لمحدوديّة إمكانات الجامعات (الأعذار كثيرة وفي متناول اليد).

الثاني: قوة تأثير الشلّة بالنسبة للشباب والصديقات للبنات في التسجيل بتخصصات ليست من ضمن رغباتهم ولكن لشدّة الاندفاع العاطفي في المصاحبة والمزاملة في مشوار التعليم الجامعي.

الثالث: التكاسل والإحجام عن التخصصات العلمية التي تحتاج الى تشغيل الدماغ وكثير من مشقة في التحصيل العلمي والالتحاق بتخصصات نظرية سهلة حتى لو قال ويقول سوق العمل "ليس لك/لكِ مكان عندي"

في ظني أن السبب الثالث هو الأقرب للواقع إذ يقول الشباب/الشابات هذه (المواد) تحتاج إلى (دافور) كناية عن كثرة الانغماس في الكتب والمراجع والتفرّغ للدراسة لا غير.

توضح الأرقام (حسب إحصائيات رسمية) أن 4% من خريجي التعليم ما فوق الثانوي يتخرجون من التعليم الفني والتقني، و30% ممن يدخلون إلى الجامعات لا يكملونها، في وقت يختار 55% من الطالبات و33% من الطلاب تخصصات في الجامعات لا يحتاجها سوق العمل.

ماذا يعني هذا؟
ألا يكشف مستقبلا لا يبشّر بما كنّا نعوّل فيه على سواعد شبابنا/شاباتنا في الاستغناء ولو(جزئيا) عن القوى العاملة غير المحليّة؟ وبالتالي بقاء سوق العمل على طمام المرحوم يسرح فيه ويمرح كل حالم وطامع، عامل، عاطل، باطل من كل جنس ولون؟

السؤال: هل يعرف شبابنا/شاباتنا ماذا تعني هذه الأرقام؟
إذا كانوا لا يعرفون فمسؤولية من؟
وإذا كانوا يعرفون ثم يستمرون بالوقوع في فخ التخصصات (مجهولة المستقبل) فلا مناص من الترشيد الشديد وعمل تحويلة إجبارية (حسب لغة المرور) تجاه ما يحتاجه سوق العمل ويخلّصون البلد من ذلك الصداع المزمن.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/09/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد