آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حمود أبو طالب
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي سعودي، عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي , والمشرف على المنتدى الثقافي، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان - فرع جازان.

الرسوم تتمدد خارج الوطن!


حمود أبو طالب ..
يبدو أن مسألة فرض الرسوم على الخدمات تحولت إلى موضة تتنافس عليها كل الجهات تنافسا محموما يخرجها من مفهومها وأهدافها وإطارها لتصبح بذلك هدفا في حد ذاتها وتلك هي المشكلة التي ستتولد منها مشاكل عديدة في المستقبل القريب، كما يبدو أيضا أن المواطن لن يكون تحت طائلتها داخل الوطن فقط بل حتى وهو في الخارج مبتعثا أو موظفا في ممثليات المملكة.

إذا صحّ الخبر الذي نشرته عكاظ يوم أمس وكان دقيقا بنسبة مئة في المئة فإن إخواننا المبتعثين يواجهون مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكلهم المالية التي جعلت حياة بعضهم، الذين يصطحبون أسرهم بالذات، هماً وغماً ومعاناة صعبة. الخبر يفيد بأن أكاديمية الملك عبدالله في واشنطن قررت أن تشارك في ماراثون الرسوم فقامت بفرض رسوم عالية جدا على الطلاب من أبناء المبتعثين وغيرهم، تصل إلى ٢٣٠٠ دولار للمواصلات و٨٧٥ دولارا للوجبات على كل طالب في جميع المراحل الدراسية على أن يتم دفعها على دفعتين فقط خلال أربعة أشهر، بينما قاصمة الظهر تتمثل في فرض رسوم للسنة التمهيدية تصل إلى ١١ ألف دولار على كل طالب وطالبة، في ذات الوقت قدمت الأكاديمية تسهيلات لغير السعوديين بدفع الرسوم على عشر دفعات ميسرة. ولا بد أن تعرفوا أيها السادة والسيدات أن المخصصات المالية التي يحصل عليها أبناء السعوديين في الغربة لا تزيد على ٢٧٧ دولارا شهريا.

وما هو الحل؟.. الحل هو لا حل إلى الآن، إنهم يناشدون ويطالبون ويتوسلون إعفاءهم من هذه الرسوم أو تخفيضها بما يناسب فتات مخصصاتهم المالية، وإلى أن يتحقق ذلك أو لا يتحقق فقد قاموا بسحب ملفات أبنائهم من الأكاديمية وتسجيلهم في المدارس الحكومية الأمريكية التي سيتلقون فيها تعليما متميزا لكنها لا تدرس اللغة العربية. وإذا أراد الإخوة المبتعثون رأيي سأقول لهم انسوا موضوع الأكاديمية نهائيا، سجلوا أولادكم في المدارس الحكومية واللغة العربية يحلها ربنا مستقبلا. لن يسمعكم أو يلتفت إليكم أحد لأن الكل أصبحوا يتسابقون على ظهر المواطن الذي صار مضمارا للرسوم.

المفارقة أننا نصرف الملايين على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في بلدان العالم ونفتتح مدارس مجانية وننفق عليها في دول عديدة ثم نبخل على أبناء الوطن بالتعليم المجاني عندما يجبرهم واجبهم الوطني أن يكونوا خارج الوطن، رغم أنه حق أصيل لهم في أي مكان.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/09/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد