آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الجميلي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

جودة جامعاتنا وملياراتها!


عبد الله منور الجميلي ..
قبل (12 سنة) تقريبًا ومع ظهور بعض التصنيفات العالمية للجامعات التي احتلت فيها جامعاتنا ذيل القائمة تعرف تعليمنا العالي على (مصطلح الجَـودة والاعتماد الأكاديمي) الذي الوصول له، والحصول على شهادته من شأنه (وفق العقل والمنطق) أن يرفع من المردود العلمي للجامعات؛ وبالتالي تتقدم في ترتيب تلك التصنيفات!

ومن هنا بدأت مرحلة سباق محموم بين الجامعات السعودية في هذا الميدان؛ حيث أنشئت في الكثير منها عِـمَـادات لـ(الجودة والاعتماد)؛ بل هناك جامعات أطلقت وكالات خاصة بهما!

أيضًا ترتب على ذلك استقطاب لخبرات أجنبية، وتكوين لِجَـان، وفِـرق عمل متخصصة في الكليات والعمادات المساندة والإدارات، أقيمت لها دورات ومشاريع تدريبية داخل المملكة وخارجها!

(كــلّ تلك الخطوات) أنفق عليها وما زال المليارات من ميزانية التعليم العالي؛ بل من العجيب الغريب أن (الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي) وهي تابعة لـ(وزارة التعليم، وتحت مظلتها) تأخذ الملايين من ميزانيات الجامعات مقابل تقديم الدعم والاستشارات لها، ومن ثَـمّ المراجعة، ومَـنْح الشهادات اللازمة!

وأنا هنا لا اعتراض لديّ على (الجودة في التعليم) فالسعي لها واجب؛ والوصول لمحطتها أمنية أدعو أن تتحقق، لكني أتساءل ببراءة: بعد تلك السنوات من الـرّكض، التي صُـرِف فيها وعليها المليارات؛ هل تحَسّنَت مخرجات جامعاتنا؟! أعني هل تطور مستوى خريجيها أكاديميًا وعلميًا وثقافيًا؛ بحيث أصبحوا نابغين وعلماء ومخترعين فازوا بجوائز عالمية كـ(نوبل) مثلاً؟!

وهل تميزت أبحاث جامعاتنا ودراساتها العلمية على المستوى الدولي؟! وهل نجحت في تقديم برامج مبتكرة لخدمة المجتمع؟! فتلكم المجالات الثلاثة هي التي تحـدّد نجاح أية جامعة من عدمه!

سؤال رابع أكثر براءة هل الجودة هدف سامٍ تنشده جامعاتنا؟! أم أن الغرض التباهي في حجز مقاعد متقدمة في قائمة التصنيفات التي يمكن القفز إليها من خلال إجراءات روتينية، وبطريقة أو أخرى يدركها جيدًا الخبراء؟

أخيرًا هذا مقال بعيد تمامًا عن دائرة (الاتهامات)، فقط ينادي -ونحن في بداية عام أكاديمي جديد- بالمراجعة ترشيدًا للمصروفات، وبحثًا عن مواكبة رؤيتنا الوطنية 2030م!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/09/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد