وائل المالكي ..

في الولايات المتحدة الأميركية، يرددون دائما أن المدارس هي المكان الصحيح لبداية صحية، وأطلقوا مبادرة جعل الصحة أكاديمية، أي بمعنى أن تكون أسلوب حياة وسلوك ملازم للأطفال منذ دخولهم المدرسة.

الصحة المدرسية لدينا كانت تتبع وزارة التعليم حتى أتى قرار مجلس الوزراء بانتقالها إلى وزارة الصحة، وهو يعدّ من أهم القرارات التنظيمية على مستوى الصحة، لأن كل سلوك صحي يكون نتيجة طبيعية لمجتمع صحي، وهذه المعادلة لن تتحقق في حال كانت الصحة المدرسية مهملة.

يجب أن يعلم القائمون على الصحة المدرسية بأنها ليست فقط داخل أوقات دوام المدارس، بل تهتم بطلابها حتى خارج أوقات الدوام الرسمي، وتحرص على نشر التوعية الصحية اللازمة.

الصحة المدرسية ستسهم في خلق بيئة تعليمية صحية خالية من الأمراض المعدية، هذا الأمر لن يتحقق بوضع وزارة الصحة الحالي، فهي تحمل هموما كبيرة، ولكن يجب أن يتم الاستثمار في قطاع الصحة المدرسية، لأنه من أكثر البرامج فعالية في القطاع الصحي الحالي، وسيحقق للصحة ذراعا استثمارية قوية في مجال الصحة المدرسية، كونها ستنتقل بالكامل إلى وزارة الصحة قريبا.

العمل على الاستثمار في قطاع الصحة المدرسية أحد أهم أسباب تطور الصحة في المستقبل.

الصحة المدرسية في العالم تسهم في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المعدية، وكذلك خفض معدل الوفيات، وأيضا خفض معدلات العنف الحاصلة للأطفال، وتحسين الممارسات الغذائية.

تعزيز الصحة في المدرسة نقطة انطلاقة جيدة لخلق مجتمع صحي في المستقبل، والاهتمام به يجب أن يكون عن طريق أشكال مبتكرة للاستفادة من وجود الأطفال في المدارس ساعات طويلة.

تجربة الولايات المتحدة الأميركية في الصحة المدرسية نموذج جيد للبداية به، وإشراك القطاع الخاص لدعم برنامج الصحة المدرسية، يكون له الأثر الأكبر في التحول الوطني الصحي.

صحيفة الوطن أون لاين