نشرت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" تقريرًا يتحدث عن انتهاكات الدول الخليجية لحقوق حرية التعبير وملاحقة الناشطين عبر برامج التجسس الغربية والإسرائيلية.
 
و كناية عن 140حرفا يسمح بها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لكتابة التغريدة، نشرت المنظمة معلومات  عن 140 ناشطا اجتماعيا و سياسيا و معارضا من الإمارات، البحرين، السعودية الكويت، عمان، وقطر تعرضوا للملاحقة والقمع بسبب مواقف وانتقادات وجهوها لحكوماتهم أو حكومات دول خليجية مجاورة، ومنهم نبيل رجب وزينب الخواجة من البحرين، وليد أبو الخير ومحمد فهد القحطاني من السعودية، وأحمد منصور ومحمد الركن من الإمارات.
 
ويشير التقرير إلى أنّ معظم الناشطين المذكورين استخدموا وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم ولانتقاد حكوماتهم، فيما حاولت الحكومات إسكاتهم، بالملاحقة  بالسجن والتعذيب و سحب الجنسية. وتتم محاكمة الكثير منهم بتهمة "الإرهاب".
 
ويقول التقرير:" مئات المعارضين، بينهم نشطاء سياسيون، حقوقيون، صحفيون، محامون، ومدونون، سُجنوا في جميع أنحاء المنطقة. سُجن العديد منهم بعد محاكمات جائرة ومزاعم بالتعذيب خلال الاعتقال الاحتياطي".
 
ويذكر التقرير" كانت شبكات التواصل الاجتماعي عاملا رئيسيا في تخطيط وتنظيم احتجاجات في شوارع بعض دول مجلس التعاون الخليجي خلال الانتفاضات العربية عام 2011. في البحرين، استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرات ضخمة مؤيدة للديمقراطية لما يقارب 4 أسابيع، انتهت في مارس/آذار 2011"
 
ويوضح التقرير أنّ العديد من دول مجلس التعاون الخليجي قامت باستخدام برامج تجسس اشترتها من "إسرائيل" و دول غربية.
 
و يتابع التقرير ان هذه البرامج تُمكن "الحكومات من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية، وسجل المكالمات الهاتفية، وقوائم الاتصال، والملفات، ومن المحتمل حتى كلمات السر، وتسمح للسلطات بتشغيل كاميرا وميكروفون الهاتف أو الحاسوب لالتقاط الصور، أو تسجيل الفيديو والمحادثات بدون علم المالك".
 
الجدير بالذكر أن الممارسات القمعية التي تنتهجها الدول الخليجية ضد الناشطين والحقوقيين بسبب ممارستهم السلمية لحرية التعبير تنتهك الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان. حيث تضمن المادة 32 من "الميثاق العربي لحقوق الإنسان"، الذي صدقت عليه كل دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء عمان"الحق في الإعلام وحرية الرأي والتعبير وكذلك الحق في استقاء الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود الجغرافية".