آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هشام الهبيشان
عن الكاتب :
كاتب وناشط سياسي – الأردن

الموصل … نتائج التحرير وتداعيات الهزيمة !؟”


هشام الهبيشان ..

يبدو أنّ الحدث الأبرز في الأخبار الواردة من العراق هو تقدم القوات العراقية على حساب تنظيم «داعش» الإرهابي، في مناطق واسعة بغرب الموصل وشرقها وشمالها، فالقوات العراقية و بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من محيط المدينة  ، استكملت السيطرة على الوسط الحيوي لعدة أحياء داخل المدينة  وأصبحت على مشارف الوسط الحيوي للمدينة من جهة جنوبها الشرقي ،هذه الأحداث والتداعيات بمجملها ووفق نتائجها  المنتظرة ألقت بظلالها في شكل واسع بتساؤلات وتكهنات عدة على الساحة السياسية والعسكرية وفي الشارع العراقي بخاصة، وعلى معظم المتابعين للشأن الداخلي العراقي وخصوصاً بشقيه الأمني والإنساني، فاليوم شكل تمدد القوات العراقية في شكل دراماتيكي متسارع على أجزاء واسعة من الموصل وسط انهيارات شاملة بصفوف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، شكل بمجموعة واقعاً جديداً لمجمل الشكل العام للخريطة الأمنية والعسكرية العراقية، وأعاد تشكيل واقع جديد لمجمل نتائج وأهداف وخطط المعركة واتجاهاتها.

فاليوم لا يمكن بالمطلق إنكار حقيقة  ، أن معركة الموصل  بتوقيتها  الحالي  حمت العراق من مشاريع  تستهدف تفتيته خدمة لمشاريع تفتيتيه تخدم بالضرورة المشروع الصهيو ـ أميركي بالمنطقة العربية، وبالعودة إلى الشق الأمني الداخلي العراقي فقبل أيام عدة سمعنا عن استعدادات كبرى لمعارك ستنطلق في أقصى شمال العراق «الموصل» تقودها الحكومة العراقية وبدعم محلي ودولي وإقليمي تستهدف العمق المركزي للتنظيم داخل الموصل، وقد استكملت كامل الاستعدادات والتجهيزات  والعدة لمعارك كبرى بعمق المدينة بعد تطهير محيطها وبعض أحيائها.

فاليوم، من الواضح أن تقدم القوات  العراقية  إلى عمق المدينة وضع خيارات  التنظيم الإرهابي ضمن نطاق ضيق وضيق جداً، فما جرى ببعض أحياء المدينة بالأمس من حالة انهيار سريع لمنظومة التنظيم هناك، إنما هو دليل على ضعف وتضعضع هذه المنظومة في شكل كامل بعموم هذه المنطقة وهذا الأمر قد ينسحب على مناطق أخرى بالعمق الاستراتيجي للمدينة، وهذا ما يستوجب اليوم من الحكومة العراقية أعادة دراسة شاملة وكاملة لمجمل ملفات المنظومة الأمنية والعسكرية للتنظيم بعيداً عن حالة التهويل والتضخيم  لقوة التنظيم بالاعتماد على قدراتها الذاتية وعلى قدرات الداخل العراقي وعدم الارتهان وانتظار ما سيقدمه الآخرون خارج العراق للعراقيين، فاليوم أصبح تنظيم  «داعش» الإرهابي محدود القدرات بشكل كامل وضاقت أمامه بشكل كبير هامش وخيارات المناوراة في الموصل تحديداً.

وهنا يمكن  التأكيد،أن المرحلة الحالية بكل تجلياتها تؤكد أن المعارك التي تقودها القوات العراقية ما زالت تدور على الأرض وبقوة وزخم أكبر، ومع دوي وارتفاع صوت هذه المعارك، يمكن القول إنه بهذه المرحلة لا صوت يعلو على مسار الحسومات العسكرية للقوات العراقية المقاتلة على الساحة العراقية، فاليوم مهما حاول التنظيم الإرهابي  إثبات وجوده من جديد على الساحة العراقية ومن خلال عمليات انغماسية كبرى متوقع أن يقودها بمناطق العمق الاستراتيجي لمدينة الموصل، فالمعارك تسير بعكس عقارب مساعي التنظيم الإرهابي .

ومن هنا فـ من الواضح أن الأحداث الأخيرة التي جرت بالعراق وخصوصاً بعد تقدم القوات العراقية بمناطق واسعة مؤخراً بالموصل ومحيطها ،من الواضح أن هذا التقدم سينعكس على حجم الأهداف التي كانت تراهن بعض القوى على تحقيقها بالعراق من خلال هذا التنظيم الإرهابي وهو ما سيسقط بالمحصلة مجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في العراق، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الأمنية والعسكرية والجيو-سياسية للجغرافيا السياسية العراقية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن «إسرائيل» والطاقة وجملة مواضيع أخرى .

ختاماً، أن تطورات الساعات الأخيرة في العراق، تؤكد بما لا يقبل الشك أن مسار المعارك والحرب بالداخل العراقي تشير إلى قرب نهاية معركة الموصل وحسمها لصالح القوات العراقية، وإلى حين  انتهاء هذه المعركة سننتظر مسار المعارك على الأرض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار وتأثيرات ونتائج المعارك على الأرض العراقية، وتأثيرات هذه المعارك على مستقبل العراق وعلاقة كل ذلك بمستقبل المنطقة والعالم إلى حد ما.

*كاتب وناشط سياسي –الأردن.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2016/12/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد