إقليمية

مجلة مصرية: السعودية باعت مصر والعلاقة مع إيران ضرورة

 

نشرت مجلة "روز اليوسف"، التابعة للحكومية المصرية، أن "السعودية باعت مصر"، معتبرة أن "عودة العلاقات المصرية - الإيرانية باتت أكثر من ضرورة".

وقالت المجلة الأسبوعية في مقال نشرته بعددها الأخير إن "المملكة لم تجد مناصا من أجل القضاء على النفوذ "الحوثي" في اليمن، ولم تجد مفرا بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، ورفع العقوبات الاقتصادية على طهران، من ضرورة تكوين حلف سني كبير ليواجه النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة العربية، ومن هنا أتى لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز بـ"خالد مشعل"، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، مؤخرا.

وقال صاحب المقال، "أحمد شوقي العطار"، إن هذه أسبابا كافية جدا لتوتر العلاقات بين مصر والسعودية، لكنها ليست الوحيدة؛ فلا يزال هناك الكثير من الأسباب، أهمها أن مصر تنظر إلى الأزمتين السورية والليبية من زاوية مختلفة عما تراه السعودية.

وأضاف "العطار" أن المملكة تدعم منذ اليوم الأول المعارضة السورية المكونة من إخوان وسلفيين و"جبهة النصرة" وخلافه، وترى أن رحيل «بشار الأسد» -الحليف الإيراني الأهم في المنطقة - هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا.

أما مصر فترى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا يحفظ مكانا لـلرئيس"بشار الأسد" في الفترة الانتقالية، وترى أن التهديد الرئيسي في الوضع السوري ليس "لأسد"، ولكن الجهاديين.

وأشار كاتب المقال إلى موقف مصر والسعودية من الأزمة في ليبيا لا يختلف كثيرا عن سوريا.
وذكر "العطار" أن "التقارب المصري الروسي لا يأتي أيضا على هوى المملكة في عهد الملك سلمان، بينما يتسبب التقارب السعودي التركي يتسبب في غصة لدى النظام المصري بعد موقف (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان من ثورة (وفق وصفه) 30 يونيو(2013)، ووقوفه ضد الإدارة المصرية لصالح جماعة الإخوان".

وتحدث الكاتب عن ما تنشره وسائل الإعلام السعودية عن مصر.

وخلص الكاتب إلى أن "السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وإما أن تصبح مصر على نفس الخط مع المملكة بجانب الإخوان وقطر وتركيا، رغما عنها، وإلا فلتذهب العلاقات (مع مصر) إلى الجحيم".

وأعتبر أنه "لا ينبغي أن نلوم المملكة على تغير موقفها من الإدارة المصرية، وهذا حقها، وهذه هي السياسة التي لا تعرف سوى لغة المصالح".

وبخصوص علاقة مصر بإيران، دعا الكاتب إلى إذابة الجليد وعودت العلاقة وتسأل بقوله: "ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وإيران؟".

ولافت المجلة إلى أنه بعد الاتفاقية التاريخية بين الولايات المتحدة والدول الخمس الأخرى مع طهران حول البرنامج النووي، فإن الدولة المصرية تستطيع على هامش هذا الاتفاق الاستفادة بشكل كبير.
وأضاف المقال "لا يوجد أي مبرر لعدم وجود تبادل دبلوماسي كامل بين البلدين"، مشيرا إلى أن إعادة العلاقات المصرية الإيرانية لا يعني مطلقا التحالف مع طهران ضد دول الخليج.

معتبراً أن "العلاقات المصرية الإيرانية أصبحت ضرورة ملحة في المستقبل القريب من أجل تحقيق مصالح أكبر للدولة المصرية، والعلاقات مع طهران ستسمح لمصر -الدولة الأكبر والأهم في المنطقة العربية- بإنهاء حالة الصدام المستمر بين إيران وبعض دول المنطقة، وتفويت الفرصة على كل من يخططون لإشعال حرب طائفية في المنطقة بين السنة والشيعة للقضاء على المنطقة بالكامل".

كما دعا "العطار"خلال مقاله أن "تستجيب الإدارة المصرية لذلك في أسرع وقت"، معتبرا أنه "لا مجال للتردد بعد الآن؛ فالكل يبحث عن مصالحه".

يأتي ذلك في سياق تصعيد إعلامي مصري واضح في الفترة الأخيرة ضد سياسات المملكة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، تبعه تصعيد من جانب الكتاب السعوديين ضد النظام الحالي في مصر.

وجاء هذا التصعيد من جانب المجلة تجاه السعودية بعد أقل من 48 ساعة فقط من لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في المملكة، حيث قللا من شأن ما تردد حول وجود أزمة في العلاقات بين البلدين، ومن شأن زيارة «مشعل» إلى السعودية مؤخرا.

وسبق أن هاجم الكاتب الصحفي المصري "محمد حسنين هيكل" المملكة، معتبرا أن الملك "سلمان" بأنه ليس حاضرا بما يكفي، وأن "جيل الصغار متكبرون ويأخذهم غرور القوة"، مضيفا أن "النظام السعودي غير قابل للبقاء".

 قال"هيكل" في حوار مع جريدة السفير اللبنانية، نٌشر الشهر الجاري: إن"المعركة في مصر حول ما إذا كان ينبغي الانفتاح على إيران أم لا، وهناك محاولات مع (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي كي لا يحصل التقارب مع طهران".

أضيف بتاريخ :2015/08/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد