عبد الله منور الجميلي ..

(وزارة الإسكان) أصدرت الجمعة الماضية تعديلات على اللائحة التنفيذية لتنظيم الدعم السكني؛ وقد بدأت العمل بها منذ السبت الماضي!

لائحة التعديلات كانت طويلة وتفصيلية استهلكت العديد من الصّـفحات، أصدقكم القول لم تكن لديّ الرغبة لـقراءتها؛ ربما لأنّ (نفسي الأمارة بالسوء) يغلب على ظنها أن تلك الصفحات لن تحمل إلا المزيد من الشروط التعجيزية التي ستجعل العديد من منتجات الإسْــكان (لــو وُلِـدت، وظهرت للوجود) محرمة على طائفة من المستفيدين الغلابى!

ثـمّ لأنّ (وزارة الإسكان) ولسنوات عديدة، ومنذ كانت هيئة، ورغم ما قدمته الدولة لها من مليارات تتلوها أخرى، مازالت تدور في (دوامة فِــكْــرِية مغلقة، لا إنجازات فيها ملموسة، فقط إصدار أنظمة وضوابط، ثم مسـحها، تـفْـعَــلُ ذلك مِـراراً وتكراراً؛ حتى أصبحت عبارة: «إلغاء ما سَــبَـق» هي الحاضرة في ديوانِـهَــا ولغتـهـا وموقعها الإلكتروني؛ بينما شريحة كبيرة من المواطنين تكتوي بنيران الإيجار، وهم يُـردّدون: يا لَـيْـل الإسكان ما أطولك!!

وحتى لا أطيل في موضوع نُـحِــرَ وذُبِــح كتابة؛ يكفي تعليقاً على ممارسات (الإسكان) تلك، وعلى لوائحها الجديدة - التي كالعادة تُـلـغي ما سبقها- ما كتبه أحد المواطنين: (لن أسامح نفسي على غلطتي أني سجلت في موقع الوزارة منذ سنوات؛ حيث لم ألاحظ أيَّ تقدم في طلبي؛ فلا شيء غير المماطلة!

ولذا ولأني فقدتُ الأملَ، فقد ضغطتُ على أسرتي في المصروفات؛ حتى اشتريتُ أرضاً؛ نعم كانت صغيرة وبعيدة؛ لكنها جاءت بحسب إمكاناتي، ثم بالـدّيْـنِ والجمْـعِـيّـات بنيتُ عليها منزلاً بسيطاً، شَـطّـبتُ جزءًا منه، وسكنته، والباقي سيـيــســره الله، فالمهم - أني ولله الحمد - تخلصتُ من أَسْــرِ (انتظار وزارة الإسكان وتسويفها الدائم، وقراراتها المرتبكة)!

أخيراً أجزم لو أنه تمّ استثمار تلك المليارات التي خصصتها الدولة مشكورة لـ (الإسكان)؛ لأصبحت تلك الاستثمارات قادرة اليوم على دفع بـدل سكن سنوي للمستحقين.
 
صحيفة المدينة