محلية

تقرير-(خاص): ’الدرباوية’ ظاهرة خطيرة تهدد الشباب في المجتمع السعودي


شباب عاطلون عن العمل يشكون الفراغ والبطالة يمارسون هواياتهم الخطيرة (التفحيط)، وبجرائم القتل والسرقة  وإطلاق النار العشوائي وحب الشهرة والظهور والمخدرات والشذوذ الجنسي عجت سجون المملكة بهم لا سيما سجن "الملز" بالرياض.

 ولكن أعدادهم في تزايد يوم بعد يوم بين فئة الشباب في جميع مناطق المملكة مابين (١٥-٣٠) سنة؛ لهم بروتوكولات خاصة بهم من يخالفها يكون الثمن حياته, يسمون أنفسهم بـ "الدرباوية" فمن هم؟ وكيف نشأت الجماعات المنتسبة لهم؟
 
وبالرغم من الموارد الاقتصادية الهائلة في السعودية، إلا أن الحكومة لم تنجح في حل مشكلة البطالة، حيث تصل نسبة العاطلين 11.8% في عام 2014 و11.7% في عام 2013، وتتجاوز النسبة عند النساء العاطلات عن العمل نحو 32.8%، وفقاً لمصلحة الإحصاءات والمعلومات (حكومية)، في المقابل ما يتم تداوله في بعض الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن أرقام عالية جداً حول البطالة في المملكة.


 
 
ويرى محللون اقتصاديون، أن ذلك يظهر في ارتباك الوزارات المختصة في التعامل مع هذه الأزمة، ففي تصريحات سابقة لوزير الاقتصاد والتخطيط "محمد الجاسر"، في شهر مارس الماضي قال إن "البطالة من سنن الله، وكانت حاضرة منذ عصر النبوة وباختلاف المجتمعات صناعية كانت أو نامية"، ما أثار ردود أفعال ساخرة في الأوساط الاقتصادية ومواقع التواصل الاجتماعي.
 
وذكر الجاسر حينها في تصريحاته أنه "إذا تم أخذ الإحصاءات الدولية للبطالة نجد أنها في المملكة أقل من 6%، والبطالة بين الرجال السعوديين وغير السعوديين تقدر بأنها حوالي 2.8% فقط"، وهو ما يتضارب مع الإحصائيات الرسمية التي أشارت إلى أن نسبة البطالة تبلغ 11.8%.
 


المحلّلون يعتبرون أنه ، "لا توجد إحصاءات دقيقة عن البطالة في السعودية، فتصريح وزير الاقتصاد بأن نسبة البطالة بالمملكة 6% فقط، دليل على عدم وجود تواصل بين الجهات الحكومية وعلى أن الوزارة لا علاقة لها بمصلحة الإحصاءات، وأن وزارة العمل ليست أحسن حالاً منها".
 
أيّن كانت النسبة التي تروج إليها الوزارة، إلا إن الأوساط الشبابية في الشارع السعودي توضح المقدار الهائل من إهدار الطاقات الإنمائية التي يمكن أن يستفيد منها أي اقتصاد في العالم ألا وهم (الشباب).
 
 
الإعلام الرسمي، سلط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي ينساق لها شباب المملكة, حيث ذكر بعض الشباب المنساقين إلى هذه الظاهرة في مقابلات جرت معهم من سجن "الملز" بالرياض أن البداية كانت  من ساحات التفحيط بالمنطقة الشرقية حتى انتشرت هذه الظاهرة إلى جميع مناطق المملكة.
 


"الدرباوية" هم فئة من الشباب تنقسم إلى ثلاثة أقسام: "الدرباوية" نسبة لمنتدى درب الخطر و"ريساوية" نسبة إلى منتدى ريس والقسم الثالث لا ينتمون إلى أي مجموعة.
تجمعهم الشبهات وتفرقهم المصائب مميزون في اللبس لا يظهرون إلا ملثمين معصوبي الرؤوس، لهم شفرات خاصة في التواصل بينهم (ما ارتويت- احتمال دجينا- اخاف تجافينا). هكذا على طريقة "المافيا" فإن من يدخل هذا العالم يتحمل ما سيأتيه دون أدنى مسؤولية من المنظمة وهذه هي القاعدة الأولى. 
 
 
 
تستخدم الجهة المنظمة لحفلات (الموت)، تقنيات التواصل الاجتماعي  للإعلان عن الساحات المعينة للتفحيط فيتم التجمع السريع كلمح البصر، قبل أي حضور أمني. كما أن لهم موقع إلكتروني خاص بهم، به كادر "محامي" من دولة قطر خريج جامعة عجمان يظهر باسم "مجرد محامي " ويزعم أنه يرد الشبهات الإعلامية المثارة حول هذه المجموعات.
 
‏ وفي محاولة لتبرأة سياسة الإنماء الخاطئة للدولة والتقاعس المتعمد قارب الإعلام السعودي بين نشوء هذه الظاهرة مع ظاهرة "الهيبيز" التي ظهرت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في "الولايات المتحدة"، ثم ما لبثت أن انتشرت في باقي الدول الغربية بين طلاب الجامعات. حيث كانت هذه الحركة قد نشأت بنفس الدوافع بعد الإحباط الذي ساد فئة الشباب بعد الحرب العالمية الثانية.
 
فكما أن شباب"الهبيز" قد اتخذوا بعص الممارسات شعاراً لحركتهم، كالملابس الشاذه والمشي حفاة والشعور الطويلة وتناول العقاقير المخدرة والجنس والتمرد على الواقع السائد، وكانوا يتخذون من موسيقى" الروك" متنفس لهم, كذلك الشباب السعودي هو يحاول الانقلاب على الواقع في مجتمع (محافظ).
 
 


 
إلا أن الدكتور "إبراهيم الزين" أستاذ علم الجريمة - الرياض-، يعزو ظهور وتنامي هذه الظاهرة إلى الإهمال الواضح للشباب سواء كان في الأسر السعودية أو المرافق التعليمية، انتهاءً بالمساجد التي لا تمتلك خطاب تربوي ديني وفكري في توجيه الشباب.
 
 
كما يرى الدكتور "سعود بن عيد العنزي" يرجع نمو مثل هذه الظواهر التي تأتي تبعاً لتفاقم مشكلة البطالة، إلى السياسات الخاطئة في التخطيط الاستراتيجي للتعليم الذي ينتج مخرجات تعليمية غير صالحة لسوق العمل، حيث ذكر عدة نقاط أهمها غياب التنوع المطلوب الذي يلبي الاحتياجات المتعددة لسوق العمل في المملكة .

أضيف بتاريخ :2015/11/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد