آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الجميلي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

بـالـتَّـأكـيد حماية للمواطِـن


عبدالله الجميلي ..

*(نهاية الأسبوع الماضي تناقلت مواقع التواصل الحديثة ما يفيد إلغاء مضاعـفة المخالفات المرورية، وهو الذي نفَـاه الـمُـعَـرّف الرسمي للمرور في (تويتر)، الذي دائماً ما يؤكد بأن لايوجَـد تَـدْبِـيْــل للمخالفات، بل هناك حَـدّ أدنى يتحول مع الوقت للَـحّـد الأعلَــى)!

* وهنا دعونا نتوقف مع حـال أحد المواطنين بعد تطبيق (المرور لأنظمته وعقوباته الجديدة)، فـ (ذاك المواطن الـعجوز صَـالِـح) كان يسير بمركبته الـهَـرِمَـة، ولأول مَــرّة في حياته تجاوز الإشارة وهي حمراء، إمّـا خوفاً من سيارة لمحها بالمِـرْآة وهي تسير خلفه بسرعة كبيرة، أو لأنه كان غافلاً وسابحاً في مراجعة ديونه وأعبائه المالية الكبيرة!

* المهم (المواطِــن صَـالح) وقع في المحذور، وجاءته رسالة خَـطَّـافِـيّــة صَـفَـعَـتُــه بأنّ في رقَـبَـتِــه غَــرامة بـ (3000 ريال)؛ فـسقط في مستنقع عميق من الـهَـمّ والحُــزن؛ فراتبه أو معاشه التقاعدي لايتجاوز (2500 ريال)، فإنْ هـوَ سَــدّد تلك المخالفة عَـاجِـلاً سيكون عاجزاً عن تأمين لقمة العيش لأطفاله؛ وإن أخّـرها؛ فسترتفع لـ (6000 ريال)، ومعها سيضطر للقروض أو أنْ يلزم أسـرته الصغيرة بالصيام، وأن تـتَـوقّـف حياتها لـشـهـرين؛ فماذا يفعَـل؟!

* بلاشَـك أن المقصود من القوانين المرورية حـفظ الأرواح، والممتلكات، وتحقيق الانضباط في الشارع، وحقيقة تطبيق عقوباتها على المخالفين عَـدَالَـة نبصم عليها؛ ولكن ما أرجوه أن تتصف بـ (الإنسانية والتحفيز والتشجيع)..

وذلك بتنفيذ عِـدة خطوات أقترح منها: ( بداية إلغاء مضاعفة الـغَـرامة، ومِـن ثَـمَّ سقوطها على مَـن تكون هذه مخالفته الأولى، أو لأنه مـضى عليه مـدّة طويلة معينة لم يرتكب أية تجاوزات، والاكتفاء بتحذيره).

* أيضاً أرى أن تبقى قيمة المخالفة معلقة فإذا أمضى مَـن فعلها ستة أشهر أو سنة لم يرتكب أخـرى يُـعْـفى منها!

* ثــمّ لعل من الأولى البدء بأن تكون عقوبات المخالفين (لمَـن يـرغب منهم) تنفيذ برامج تطوعية في خدمة المجتمع؛ كـ (المساعدة في رعاية مصابي الحوادث المرورية في المستشفيات ومراكز تأهيلهم)، ثم تأتي بعدها محطة العقوبات المالية.

* صَــدقوني تطبيق مثل تلك الخطوات وغيرها سيُسهم في زيادة الوعي، والرفع مِـن مُعدلات مراعاة أنظمة المرور، ومعها يتأكد للجميع بأنها للحِـمَــاية وليست للـجِـبَـايَــة.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/02/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد