آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فهد الأحمدي
عن الكاتب :
كاتب سعودي

مجالسة الشيعة

 

 فهد الأحمري

يخبرنا الله سبحانه في كتابه العزيز عن حوار إبليس مع ربه في آيات كثيرة. وكذلك فإن ما قاله فرعون أصبح آيات تتلى في القرآن الكريم إلى يوم يبعثون. وقصة النمرود، الجبار العنيد المدعي الإلوهية ومحاججته لإبراهيم عليه السلام في كتاب الله، يطّلع عليها المؤمن ويستمع لها ويتعبد الله بتلاوتها.

‎هذه دلالات واضحة على أهمية وضرورة سماع الطرف الآخر المخالف لنا في الرأي والفكر، حتى وإن كان الخلاف في أعظم ما يهمنا وهو المعتقد. مهما يكن هذا الطرف الآخر جبارًا عنيدًا مصادمًا لرأينا ومعتقدنا فإن القرآن الكريم يعلمنا أن نستمع له ونحاوره، وربما نجادله لكن بالتي هي أحسن. وهذا السماع والحوار لا بد له من مجالسة وحضور وارتياد لأماكن وجود الآخر أو دعوته إلينا.

‎الأمر هذا ينطبق على المشرك والكافر واللاديني، فما بالك بأخيك المسلم المخالف لك في الرأي أو المذهب؟ سواءً كان شافعيًا، مالكيًا، شيعيًا، أو صوفيًا أو غيرهم من أصحاب المذاهب المختلفة. بلا شك فإن مجالستهم ومؤانستهم والحوار معهم والاستماع لهم من باب أولى، وبالأخص عندما يكون من بني جلدتك وينتمي لوطنك. وهل هم أسوأ من إبليس وفرعون والنمرود الذين نقرأ ونستمع لكلامهم المتلو في الكتاب العزيز.

‎ما حصل في قضية الناشط الحقوقي مخلف الشمري، أمر يدعو للحيرة والتساؤل. حيث كانت التهمة في الصك الشرعي المنشور على الشبكة والذي تم التحقق منه، تنص على «مجالسته للشيعة ومواساته لهم والاجتماع معهم». ثم عُدّلت التهمة إلى «مجالسة مثيري الشغب من الشيعة»!

‎ومتى كانت مجالسة الشيعة وغيرهم تهمة؟ زميلي شيعي، ورئيسي إسماعيلي، وصديقي صوفي، وابن عمي إخواني، وجاري تبليغي. أين المشكلة؟ وهل ننبذهم ونعاديهم ونمتنع عن مجالستهم؟ وبالتالي هم كذلك من نبذنا والامتناع عن مجالستنا؟

‎ثم ما هي قصة تعديل التهمة إلى «مجالسة مثيري الشغب من الشيعة»؟

‎وهل يعني هذا جواز «مجالسة مثيري الشغب من السنة»؟!! ولماذا لفظ الشيعة أو السنة هنا؟ أليست هذه عين الطائفية المقيتة التي يدعو ولاة الأمر لتجنبها وعدم إثارتها؟

‎نختم بجزء من كلمة الملك سلمان حفظه الله للمواطنين يوم ٩ مارس ٢٠١٥ قوله: «سنتصدى لأسباب الخلاف ودواعي الفرقة وكل ما يؤثر على الوحدة الوطنية».


صحيفة أنحاء

أضيف بتاريخ :2015/12/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد