آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح الشيحي
عن الكاتب :
بكالوريوس لغة عربية. - عضو مجلس إدارة نادي الحدود الشمالية الأدبي. - عمل مديرا لتحرير مجلة (الثقافية) الصادرة عن الملحقية الثقافية في بريطانيا. - تنقل في عدد من الوظائف التعليمية داخل وخارج المملكة وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات. - عضو في عدد من اللجان والهيئات والجمعيات المختلفة.

خيال المآتة مرة أخرى


صالح الشيحي ..

تحت العنوان نفسه، كتبت قبل سنوات مستعرضا الأسباب التي توجب الرحمة والشفقة على حارس الأمن «السكيورتي»، مع كل التقدير والاحترام له.

اليوم، أكتب وأمامي مشهدان لحارسي أمن لاثنين من البنوك: الأول بنك محلي، والآخر أجنبي لم يتضح لي اسم الدولة.

في المشهد الأول، حارس الأمن ملقى على الأرض بصورة محزنة، لا يدل على هويته سوى ملابسه المصبوغة بلون دمه الأحمر!

في المشهد الثاني، الذي التقطته كاميرات البنك الأجنبي، يترجل المجرم من سيارته وبيده مسدس؛ ليقتحم البنك ويطلق النار على حارس الأمن فورا، محاولا إصابته فيما يبدو، لكن الحارس بمهارة فائقة وسرعة خاطفة يعاجله بعدة طلقات من مسدس وضعه تحت سترته، ليسقط المجرم عند باب البنك مصابا!

أنا لا أطالب بأن يحمل حراس الأمن الأسلحة، هذا ضرب من الجنون، وقد يعالج الخطأ المحتمل، بخطأ فادح. المسألة ليست كما يقال «خذني جيتك»، بل تدريب، وانضباط، وقوانين، ووعي، وسجل ناصع. ما الحل إذن؟
الحل -ولا أدعي أني أمتلك حلولا سحرية- من جانبين: الأول، أن يكون حارس الأمن مدربا بشكل جيد، وذا مواصفات جسمانية خاصة، وليس خبرات وأدوات محدودة لا تمكّنه من فض اشتباك بسيط بين مراهقين، فضلا عن مواجهة مجرم مسلح.

حارس الأمن «السكيورتي» بوضعه الحالي، تخور قواه أمام أول اختبار حقيقي يتعرض له، بل «يضيع بالرجلين»!. الأمر الثاني، مساواته برجل الأمن في الدول الأجنبية.

«السكيورتي» هناك له سلطة قانونية، ولديه امتيازات وبدلات وراتب مرتفع، ويحظى باهتمام كبير من المؤسسات المشغلة، والمؤسسات المستفيدة أيضا.

الوضع المأساوي الحالي لحارس الأمن في بلادنا جعل منه كـ«خيال المآتة»، أو أقل في واقع الأمر، فهو لا يحل ولا يربط عند وقوع أول اختبار حقيقي، كالذي حدث قبل أيام، عند بوابة أحد المصارف في الرياض!.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/03/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد