آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
ياسين عبد الرحمن الجفري
عن الكاتب :
ماجستير تمويل و استثمار جامعة اريزونا بالولايات المتحدة الامريكية عام 3591 م الدكتوراة جامعة ولاية بنسلفِانيا الولايات المتحدة الامريكية 3591 م. معيد بقسم ادارة الاعمال بكلية الاقتصاد و الادارة بجامعة الملك عبدالعزيز محاضر بقسم ادارة الاعمال بكلية الاقتصاد و الادارة بجامعة الملك عبدالعزيز .استاذ مشارك بقسم ادارة الاعمال بكلية الاقتصاد و الادارة بجامعة الملك عبد العزيز

التأقلم والتقنية والإدارة


ياسين عبدالرحمن الجفري ..
تعتبر مهمة التغيير من أصعب المهام التي تُواجه إدارة الشركات، نظرًا للمقاومة المتوقعة من الداخل ومن الخارج، فالإنسان بطبعه جُبِلَ على ما يألف، وينبذ ما لا يألف. وبالتالي وفِي عصرنا الحالي وتيرة التغيير والتغيُّر مرتفعة ومتسارعة، ومن لا يستطيع التأقلم معها -عادة- يجد نفسه خارج السوق. لذلك تعتبر قدرة إدارة الشركة على التأقلم والتفاعل مع التغيير أمر حيوي وأساسي، حتى تستطيع الاستمرار أو كما يحلو للبعض الحديث عن الاستدامة.

التقنية في أيامنا هذه اقتلعت وظائف من جذورها، وأصبحت تُمارَس بطرقٍ وأساليب مختلفة عن القديم والمفهوم المعتادين عليه. وبالتالي عجز الإدارة عن سرعه التأقلم يعني نهاية الشركة. ولو أخذنا مثالًا بسيطًا في عالم الطيران والتطور، فالذي حدث فيه جعل قطاعات من الصناعة تختفي، وحل محلها الحاسوب كوسيط، والفرد مباشرة أصبح يتفاعل معها، واختفت معه شركات وكلاء الطيران، إلا من قام بتكوين بوابة وطرح منتجاته فيها من الشركات بصورةٍ مباشرة.

ولو نظرنا للسوق ككل، ووظائف كانت تُمارس بشكلٍ معين، ثم أصبحت تُمارس بشكلٍ مختلف في الإدارة، سنجد أن هناك قطاعًا كبيرًا من الصناعة بدأ يختفي ويتلاشى.. لذلك نجد أن التقنية كمتغيّر جديد فرض نفسه علي الساحة، وأجبر إدارة الشركات علي التفاهم معها والاستفادة منها، وأصبح التغيُّر بذلك هو الأساس بعد أن كان ممقوتًا وغير محبوب. حتى الإستراتيجيات والخطط وطريقة وضعها وتنفيذها، أصبح لزامًا أن تُطبَّق بأسلوبٍ مغاير، حتى تستطيع الشركة أن تستمر وتبقى في مواجهة القواعد الجديدة للعبة.. وبعد أن كان التغيير أمرًا ممقوتًا أصبح بفضل التقنية واقعًا يجب أن يُحمَى ويُمارَس ويَتفاعل معه الجميع.. وكانت سنّة الحياة بسبب التقنية هي التغيُّر وبنمطٍ سريع.

والسؤال الذي يهمنا ما دمنا نعيش في عالم ديناميكي متغيّر غير ثابت: هل تستطيع الشركات السعودية أن تُنافس وتكتسب قدرة على ممارسة التغيير في معظم وظائفها؟، نستطيع القول إن عدم قدرة الشركات السعودية على التفاعل وتطبيق إدارة التغيير سيؤدي إلى خسارتها وخروجها من السوق. وبالتالي يمكن القول: إن عدم جاهزية الشركات السعودية للتفاعل والتعامل مع التغيير سيؤدي إلى زوالها واختفائها، فنحن في حقبة لا يمكن الاستهانة بها إذا رغبنا في الاستمرار. وبالتالي ستجد الإدارة العليا في الشركات السعودية أنها أمام واقع جديد يجب أن تعيشه، حتى تستطيع أن تُنافس وتُحقِّق أهدافها، التي من بينها إدارة وتوجيه التغيُّر.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد