محلية

محمد نمر باقر النمر لـ’ #خبير’: ما تعرضت له نعيمة المطرود إرهاب يجب مواجهته من كل أطياف المجتمع


 مالك ضاهر ..

ما زالت تتفاعل قضية اعتقال السيدة نعيمة المطرود على أيدي السلطات السعودية، وما يطرح اليوم من مسألة الاعتداء على حرمة النساء وتجاوز كل العادات والتقاليد المتبعة في التعاطي مع النساء، ما يشكل مدخلا للتعدي الدائم على الأعراف المعمول بها في مجتمعنا بما يخالف كل مبادئ الدين الحنيف والتسامح الاجتماعي والود بين أبناء الوطن الواحد.
 
انتهاك ليس الأول من نوعه في المملكة حيث شهدنا في السابق تجاوز السلطات للعديد من "الخطوط الحمر" التي لا يقبل بها دين أو قانون أو أخلاق، ومن هذه التجاوزات الفاضحة مسألة التعدي على علماء الدين في المملكة ودائما لأسباب سياسية كما هو الحال اليوم في التعدي على النساء، ولعل الصورة الأبرز والحاضرة في الأذهان هي قضية اغتيال الشيخ الشهيد نمر باقر النمر الذي شكل محطة مفصلية في تاريخ النضال في المملكة لنيل الحقوق ورفض الظلم وقول كلمة الحق بوجه السلطان الجائر دون أن تأخذه لومة لائم طالما هو يصدح بالحق في سبيل الحق.
 
محمد النمر: نعيمة المطرود تعرضت لطغيان لا لمحاكمة

 ولأن التجاوزات اليوم في خطورتها ترتقي إلى حد التجاوزات على العمامات المجاهدة، توجهنا بالسؤال حول قضية اعتقال النساء إلى الناشط محمد النمر نجل الشيخ الشهيد نمر باقر النمر الذي عايش عن قرب معنى أن تتطاول السلطة على المحرمات وعلى الرموز التي تمثل الناس في كل حركتها.
 
وحول ذلك أكد محمد أن "ما تعرضت وما تزال تتعرض له الناشطة الأبية الحرة نعيمة المطرود هو ليس محاكمة وإنما إرهاب وطغيان سلطة فرعونية سياسية في القرن الحادي والعشرين"، مشيرا إلى الآية القرآنية الكريمة: (قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين)، مؤكدا "عدم الاعتراف بشرعية هذه المحاكم لعدم شرعية وعدل المتحاكم إليه سواء من سلطة سياسية أو قضائية مسيسة".
 
وقال النمر في حديث خاص لصحيفة "خبير" الالكترونية "نحن لا نقر هذه المحاكمة ولا نتائجها وسيأتي اليوم الذي تكرم فيه نعيمة وتقدم كنموذج الأنثى الآمرة بالقسط كما تكرم السيدة زينب(ع) في محافل الذكر اليوم"، ولفت إلى أن "التهم الموجهة لها من هذه السلطة هي أوسمة قوة وشرف لها ووصمة ضعف وعار وذل على الطاغي"، وأوضح أن "تهمتها أنها طالبت بحقوقها وحقوق مجتمعها ونبذت الظلم ويكفيها فخرا أنها مثّلت العبودية الخالصة لله ولم تظلم أو تعتدي على أحد فأمست مثالا لقوله تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)".
 
 
النمر: ما تقوم به السلطة باطل والهدف تخويف الناس

 وحول إمكانية أن تلجأ السلطة لتشويه الحقائق، اعتبر النمر أن "السلطة وإن ملكت الإعلام والأقلام لكنها لا تملك القوانين الإلهية فهي مهما شوهت وكذبت فكل ما تقوم به هو باطل ومهما صرفت الأموال والجهود على الباطل فإنه يبقى من كيد الشيطان الذي سيذهب أمام إرادة الله"، ورأى أنه "طالما هناك ثلة مؤمنة تسعى لدفع الباطل والطاغوت فستنجلي الحقائق ناصعة بالحق الأبلج بينة نقية واضحة عاجلا أم آجلا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
 
وبالنسبة لغاية السلطة في إخافة الناس وصولا لدفعهم للتنازل عن حقوقهم، ذكّر النمر بالآية القرآنية الكريمة: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ولفت إلى أن "السلطة لا تسعى فقط لإخافة الناس فحسب بل تعمل لإذلالهم وامتهان كرامتهم وعزتهم"، وشدد على أن "ما يغفله الطغاة على مر التاريخ أن الكرامة والعزة لله ومن الله وأن كل هذه الانتهاكات والامتهان لكرامة الإنسان في الحقيقة تمثل ذلة ومهانة يراها الطاغي في نفسه ولكنها ترفع المستهدف إلى أعلى عليين".
 
وأكد نجل الشيخ الشهيد النمر أن "تكريس اعتقال النسوة هو انتهاك خطير لكرامة مجتمع بأكمله واحتقار لاستيصاء الرسول الله(ص) بهن حيث يروى عنه قوله (استوصوا بالنساء خيرا)"، وسأل "هل اعتقال النساء لآرائهم وسجنهم وتعذيبهم هو الخير الذي وصانا الرسول به؟"، وأشار إلى أنه "لا يوجد بالأساس أي مبرر لاعتقال الرجال بسبب تعبيرهم عن أراهم فما بالنا باعتقال النسوة"، معتبرا أن "سجن المتهم قبل ثبوت التهم عليه لا يشرعها دين ولا قانون إنما أساسها رأي الحاكم المطلق الذي يعتقد أنه على صواب".


وأوضح النمر أنه لا يجوز الحديث عن انتهاك للحريات لأن الاعتداء على الحريات يستوجب أن تكون هذه الحريات أعطيت للناس، ولفت إلى أن "الناس في المملكة لم يحصلوا على حقوقهم حتى نقول أنه تم الاعتداء عليها"، ورأى أن "هذه السلطة القائمة لا تقيم وزنا للمواطنين ولذلك تمنع عنهم حقوقهم"، وشدد على أنه "لا حرية حقيقية إلا بحق المشاركة السياسية في صنع القرار أما غير ذلك فهو زبد ويسقط كورق التوت في فصل الخريف"، واعتبر أن "ما تسميه السلطة حريات ما هو إلا مصطلح مفرغ من محتواه طالما المجتمع لا يشارك في صنعها وإقرارها وتطبيقها لنفسه وعليها".
 
النمر: من يتخاذل عن مواجهة الظلم سيُظلم

وحول رد الفعل المطلوب على ممارسات السلطة، قال النمر إن "هذه الأفعال التي تمارسها السلطة تسمى امتهان لكرامة الإنسان ولن تتوقف عند النساء طالما وجدت السلطة فسحة لممارسة هذه الانتهاكات"، وطالب "الجميع بردة فعل حقيقية لا تقف عند حدود الأفراد بل تشمل كافة أطياف المجتمع كي تناصر المظلوم"، وأكد أن على "الجميع التكاتف لدفع الظلم عن الجميع وليس فقط عن النساء"، ولفت إلى أنه "لا يمكن التنبؤ بنتائج ممارسات السلطة"، منبها من أن "السنن الإلهية جارية تظهر أن من يتخاذل عن نصرة الحق والمظلومين خوفا من الظلم ينتهي به المطاف أن يقع ضحية الظلم الذي كان يهرب منه".
 
ودعا النمر لنصرة المناضلة نعيمة المطرود بكل الوسائل الممكنة سواء بالقول أو بالفعل أو عبر الإضاءة على قضيتها في مختلف المنابر لإظهار حقها المنتهك وصولا لإطلاق سراحها بأسرع وقت ونشر كل ما قامت به من نصرة الحق والمطالب المحقة التي ناضلت من أجلها والعمل لتحقيقها، سائلا الله أن يمن على المناضلة الحرة نعيمة المطرود بالفرج السريع والنصر المظفر.
 
وانطلاقا من كل ذلك تعمل صحيفة "خبير" على متابعة قضية نعيمة المطرود وإسراء الغمغام وكل صاحب حق نصرة للعدالة ورفضا للظلم أيا كان المظلوم وأيا كان الظالم وصولا لتكريس معادلة أن العدل أساس الملك، لأنه لا يمكن لحكم أو نظام أن يقوم على الظلم وانتهاك الحقوق وأن يستمر من دون رفع الصوت ضده عاليا وانتقاد ممارساته بحق المواطنين بهدف الإصلاح في الأمة لما فيه خير البلاد والعباد.

أضيف بتاريخ :2017/04/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد