محلية

تقرير-(خاص): ’المربعانية’ إشارة وعلامة على ’البرد القارس’

 

قيل في الحكم إن لكل شيء علامة يُعرف بها، و"المربعانية" علامة الشتاء. وهي الفترة التي يشتد فيها البرد وتستمر أربعين يوماً، ومن هنا أتت التسمية، كما أنها تسمى في بعض المناطق والبلدان الأربعينية، وتمتاز هذه الفترة بالبرد القارس، وقد تشهد تساقطاً للثلوج فيها، لهذا تقل الحركة في أيام المربعانية، وخاصة في الليل.

ويأتي دخول المربعانية بعد الوسم، وهو موسم بدء هطول المطر النافع للأرض ويمتد لأربع فترات، تقترن بأربع منازل للقمر. وتعتبر المربعانية البداية الفعلية لفصل الشتاء.

 ويختلف احتساب دخول المربعانية من تقويم إلى آخر، فبحسب تقويم أم القرى يسجل تاريخ 7 ديسمبر دخول "المربعانية" في حين تسجل تقويمات أخرى دخولها في الأول من ديسمبر، أو بين هذين التاريخين. والاختلاف في وقت دخول المربعانية وغيرها من الأنواء والطوالع أمر سائغ وأمره هين، لأن الطوالع والأنواء عبارة عن نجوم يؤقت بها عند رؤيتها لأول مرة فجراً جهة الشرق، وقد تختلف الرؤية البصرية من شخص لآخر ومنها ظهر الاختلاف في توقيت الدخول، وإن كان المرجح دخولها في 1 ديسمبر ينسجم أكثر من غيره مع التغيرات الجوية.

وقد لاحظ العرب أن دخول المربعانية يتزامن مع مشاهدة نجم النسر الواقع (فيقا Vega) قبل طلوع الشمس وهو نجم نير يشرق جهة الشمال الشرقي عند الساعة 6:02 صباحاً وفقاً لأفق الرياض، ويستدل به العرب قديماً على دخول المربعانية.

وتنتهي المربعانية في 14 يناير، فيكون عدد أيامها 39، وسميت المربعانية بهذا الاسم لأن عدد أيامها 40 يوماً عندما تكون السنة كبيسة (366 يوماً) فيكون نوء القلب 14 يوماً بدلاُ من 13 يوماً، والمربعانية ليست منزلة أو نجماً في السماء وإنما هو مصطلح يضم ثلاث منازل قمرية وهي: الإكليل ودخوله في 7 ديسمبر، ثم القلب ودخوله في 20 ديسمبر، وأخيراً الشولة ودخولها في 2 يناير. وعند نهاية المربعانية يُرى نجم النسر الطائر ( Altair)، وهو نجم نير يشرق في اتجاه الشرق تماماً حوالي الساعة 5:53 وظهوره للعيان أذان بنهاية المربعانية كما لاحظ العرب ذلك.

وأنواء المربعانية ثلاثة الإكليل، القلب والشولة، وطالع الإكليل هو أول نجوم فصل الشتاء وفقاً لحساب الأنواء وفيه يبدأ اشتداد البرد. وقد قال العرب: إذا طلع الإكليل هاجت الفحول وشمرت الذيول وتخوفت السيول. والإكليل ثلاثة نجوم نيرة مصطفة رأسياً تقريباً وتمثل رأس العقرب، يليه دخول طالع القلب وهو نجم نير أحمر اللون يقع بين نجمين صغيرين يقال لهما النياط ويعتبر القلب ألمع نجوم برج العقرب. وبالعودة إلى ما قاله العرب: إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب وصار أهل البوادي في كرب، يليه طالع الشولة وهو ثالث نجوم المربعانية، وهو نجمان متقاربان يمثلان مئبر العقرب قالت العرب: إذا طلعت الشولة طال الليل طوله. ووفقاً للاستقراءات المناخية، فإن طالع الشولة يعد أبرد الطوالع الثمانية والعشرين.

وكان الباحث الفلكي "سلمان آل رمضان" تحدث عن دخول المربعانية، وقال تعتبر من مواسم الأمطار، وفيها تُلبس الملابس الشتوية، مُضيفا بأن درجات الحرارة ترتفع مؤقتا مع انخفاص سرعة الرياح الشمالية وتحول اتجاهها في عطلة نهاية الأسبوع في المنطقة الشرقية، واستدرك قائلاً : لكن ذلك لايعني عودة الحر ، فيظل الليل باردا وقد تكون هناك فرصة أمطار خفيفية في بدايات الأسبوع القادم.

وبين آل رمضان بأن درجات الحرارة قد تعاود الإنخفاض مجددا لكنها لن تكون مع برودة جافة مثل التي مرت خلال الأسبوع المنصرم، مُشيرا إلى أن المباني تكون أبرد من الخارج.

أضيف بتاريخ :2015/12/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد