آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فؤاد البطاينة
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة رأي اليوم

متى نتخاطب بما يهمنا في دنيانا

 

فؤاد البطاينة

 يتساءل المواطن العربي باستمرار عن  السبب أو المسبب فيما يحدث فينا ولنا .  ونسمع ثلاثة أجوبه  ليس منها  ما هو معزول عن الأخر ..  هي الصهيونية  الغربية ،  والأنظمة العربية  والشعوب نفسها ، وليس هناك من اتفاق على واحده . فنسمع  الغرب الصهيوني يقول أن الأنظمة العربية هي العاجزة  عن حل مشاكل دولها وشعوبها  وما نحن إلا مدافعين عن مصالحنا .  والأنظمة العربية  لا تتعاطى بكلمه مع هذا القول ، وتقول بأنها على الطريق الصحيح وتعد شعوبها وتطلب وقتا دون أن  تتعاطى مع مسئوليتها في أتباع نهج وطني .*

 

 الشعوب العربية معزولة عن الحدث السياسي وعاجزة عن بناء موقف موحد من السبب فيما هي فيه . ظهر فيها  تياران  معزولان عن التعامل مع الواقع  المر بمكوناته المختلفة  .  يقول  الأول أن ابتعادنا عن الدين هو سبب سبب ما نحن فيه  . والثاني لغته التهامس  يقول أن سبب ما نحن فيه هو الدين  ، وطروحات التيارين غير واضحة لبعضهما وللأخر . وفي  هذا تذكير بإشكالية دينية – سياسية  نحن العرب أول من وضعنا أيدينا عليها قبل عشر قرون  وتركناها بفعل سطوة الفكر التكفيري وغرقنا في الجهل والتخلف  لهذا اليوم  في دنيانا وديننا . بينما التقطها الغرب المسيحي وحلها وانتصر بحماية الدين أولا وتحقيق غايته في حماية حرية ورقي الإنسان والدولة  ثانيا  .*

 

 لو تعمقنا بما يقوله كل تيار لوجدنا كليهما  على حق إذا سلمت النوايا وأخذنا بمضمون وروح قوليهما لا بمجرد منطوقة  . فالدين كما يفهمه العقلاء غايته نفع الناس بإعمار الأرض وصلاحهم ونشر العدل  والرحمة وارتقائهم ، ولهذا ميز الخالق الإنسان بالعقل لاستخدامه  بهذا الاتجاه وبكل اتجاه . وإن ابتعادنا عن الدين بهذا المفهوم هو تفريغ له من غايته وتكريس  للتخلف وتعطيل لميزة  العقل  المنعم علينا بها  وعودة للجاهلية  . وعندما يقول التيار الثاني أن الدين هو سبب  تخلفنا فإنما يقصد الدين الذي يبتعد عن رسالته ليستقر في خانة التوظيف والجمود وفي خدمة  صاحب السطوة وأصحاب الغايات والمحيدين للعقل  .  لا حاجة للإطالة هنا ، لنتمعن في قول الحكيم العربي ، بأن الله لا  يمكن أن يعطينا عقولاً ويعطينا شرائع مخالفة لها . فبعقلنا نفهم الدين ونُفعِّل الدين ونثوره لخدمة أنفسنا والبشرية .*

 

نعيش اليوم  في  داخل دائرة  وعلينا أن نبحث عن مخرج منها ، فنحن نريد التحرر والكرامة والحياة الكريمة  والسلامة لأوطاننا أن  تأتينا  مكرمة على طبق ، أو منَّة من حكامنا أو هبة من السماء لأننا مجرد مسلمين .  وحكامنا  ليسوا أنبياء  ولا خلفاء راشدين  ،ولا نحن قادرين على نيل مطالبنا  ولا الوصول إلى الحقيقة ما دمنا  رازحين في أسرنا الثقافي وما دمنا لا نؤمن بالمؤاخاة بين العقل والعلم وبين الدين ، والتمترس خلف ما يعجبنا من منطوق آيات كتابنا دون الأخرى ناسين أنه كتاب محكم  بكليته  للحياة من ألفه إلى يائه .*

 

فالتغيير المطلوب نحو اللحاق بديننا وبالأمم  ونحو الخلاص لن  يسقط علينا من السماء بمجرد الصوم والصلاة  والأدعية  ونحن قاعدون ،  ولا بإحلال  الماضي المرتبط بظرفه على الحاضر بظرفه . فذلنا  وتخلفنا  ليس مرتبطا بقلة المصلين وتاركات الحجاب وشاربي الخمرة  بل بإحلالنا  ذلك محل رسالة الدين والأديان  القائمة على التعايش والقيم الأخلاقية والسلوكية وحماية حقوق الناس وكراماتهم . ولنتفكر بقول المستشارة الألمانية أن لدى الصين والهند مئات الأرباب والمعتقدات ويعيشون بأمن وسلام ولدى العرب رب واحد وكتاب واحد ونبي واحد ويعيشون في دوامة التخلف ، القاتل منهم يصرخ الله أكبر والمقتول يصرخ الله أكبر  *

 

السؤال هو ، فيما لو  اتفق  المتسائلون من الشعب افتراضا على  هوية المتسبب  بما آل إليه حالنا ، فهل يستطيع شعبنا فعل شيئ  لتغيير الواقع ؟ بمعنى هل هو قادر على مواجهة الصهيونية العالمية  أو قادر على مواجهة  أنظمته  أو قادر على  تغيير  نفسه   فكرا وسلوكا ؟ . أعتقد بأن  ميزان التأثير أو القوة مختل جدا بينه وبين الطرفين الآخرين المتحالفين ، ومختل جدا بينه  كصاحب  موروث  أبوي وتلقيني ونزعة للأنانية  ومحاربة الرأي الأخر وبين التغيير المطلوب  والسير للأمام ، مما يحول حتى دون التقائهم على قواسم مشتركة للتغيير. *

 

Zaharh Abdullah, [21.05.17 09:35]

[Forwarded from Zaharh Abdullah]

يرزح العرب والمسلمون  تحت الاستعمار  والتخلف  منذ الحقبة الثالثة للدولة العباسية والى اليوم . لقد  طوروا  فينا ثقافة الدروشة  والإتكالية  والبكاء على الأطلال والتعلق بالماضي  نجتره  لنعود به للوراء . وما وصلنا إليه اليوم ليس مفاجئا ولا من فراغ  بل نتيجة   لسياسات مرحلية طويلة النفس اشتغلت  على تكريس  وتوجيه تعلقنا بالغيبيات والإسرائيليات بعيدا عن الواقع  وعن العقل وعلى حسابه . إن الأمل بالشعوب العربية مرتبط  بتفعيل العقل لفهم وتفعيل رسالة الدين  ، وبتغيير الثقافة السلبية الموروثة التي لا تخدمها  في هذا العصر  ، إنه أمل  يحتاج  لسنين من التنوير  تبدأ بخطوة  . .فنحن  نعيش منذ قرون في ظلمة بلا  لحظة  تنوير واحدة فيها . *

 

المنطق يقول أن الشعوب هي رائدة التغيير حين تفتقد للتنويريين  ، فهل نحن الشاذة  التي تؤكد  هذه القاعدة . نعلم أن المجتمعات  لا يغيرها الحكم والحاكم فهل قدرنا انتظار قادة من اصحاب الطفرات الجينية القادرين على فك ارتباطهم  بالنفعية وبكرسي الحكم  ليقبلوا  طواعية على إدارة  تسمح وتهيء لبناء ثقافة التفكر والبحث وعدم احتكار الحقيقة، وثقافة المصلحة العامة والتخاطب بالمشتركات في دنيانا وحياتنا وصلاحها  كثقافة تتفق مع رسالة الدين ،أم أننا قادرون  على فعل ذلك بمعزل عن حكامنا . *

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/05/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد