آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

فكر القائد السياسي

 

عبدالمحسن يوسف جمال

هل فكْر القائد السياسي له تأثير في صناعة السياسة الخارجية لبلاده ؟
هذا السؤال المهم استطاعت الباحثة الكويتية لبنى عبدالصمد معرفي أن تحوله إلى بحث أكاديمي حازت على أساسه درجة الماجستير في العلوم السياسية، وتم نشره ملخصا من خلال مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية التابع لجامعة الكويت.

واتخذت الباحثة من الرئيس الأميركي جورج بوش الابن وفكره السياسي نموذجا لقياس مدى تأثير عقيدته وفكره في صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية.

ولقد تأثر الرئيس بوش الابن بالحركة الصهيونية المسيحية وأهدافها السياسية التي تبناها المحافظون الجدد، حيث برز نجمهم كثيرا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي حققوا فيها منهجهم بشكل كبير.

ولقد طرح الرئيس عقيدته السياسية التي أطلق عليها «عقيدة بوش» وهي «الحرب ضد الإرهاب».

والرئيس بوش الابن لم يكن الرئيس الوحيد الذي تبنى منهجا متشددا، بل تبناها قبله رؤساء سابقون هم ليندون جونسون وجيمي كارتر ورونالد ريغان.

وكانت هذه السياسة تجيز استعمال قوة أميركا العسكرية للوصول إلى أهدافها.

ولقد استغلت ذلك إدارة الرئيس بوش الابن بشكل واسع في أفغانستان والعراق.

هذه الدراسة القيّمة توضح بأن المجتمعات كلها بما فيها الدول الكبرى تتخذ قراراتها بما فيها الحروب من خلال فكر وتفسير الحكام للعقيدة الدينية!

وقد يتسبب أي قرار متخذ بقتل الكثير من الأبرياء، وهدم البنى التحتية للدول الضعيفة إلا أن شعبه يتغاضى عن كل ذلك بسبب اقتناعهم بأن أفكارهم هي الصحيحة.

وهناك الكثير من هذه الأمثلة على مدار التاريخ الإنساني، حيث نجد الكثير من هذا الصنف من القيادات الحاكمة التي سببت الكوارث للعالم اجمع بسبب عقائدها.

ولقد تم استخدام الكثير من المصطلحات العقائدية في تمرير العديد من القضايا السياسية، بما يوحي فعلا أن عقيدة الحاكم قد تؤثر كثيرا في قرارات السياسة الخارجية.

وقد يأتي الدعم الأميركي غير المعقول للكيان الصهيوني بسبب هذا النوع من التفسير للعقائد.

فالمحافظون الجدد يعتقدون أن اليهود يجب أن يكونوا في إسرائيل، وأن يضموا إليها القدس لتصبح عاصمتهم، وان يبنوا الهيكل، وبعدها ستحدث معركة هرمجدون التي سيعود السيد المسيح عليه السلام بعدها إلى الدنيا مرة أخرى.

لذلك فان تأييد إسرائيل ودعمها هي قضية عقائدية وفقاً لتفسير هؤلاء، ومنهم بعض رؤساء أميركا.

هذا النوع من الدراسات يجعل المتابع السياسي للتطورات الدولية أكثر فهما وأوسع إدراكا لما يجري حوله من مواقف سياسية.

القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2015/12/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد