آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

الصهيونية تمهد لحرب عالمية


مصطفى الصراف

هذه المقالة كتبتها ونشرت بجريدة القبس بتاريخ 12 / 10 / 2011 وها نحن اليوم نعيش مراحل تنفيذها، فوجدت من الفائدة التذكير ببعض ما جاء فيها لعل وعسى أن يكون في ذلك جدوى وتفسير لما يحدث في المنطقة من تضارب يبدو وكأنه غير مخطط له وتظهر فيه علامات الفوضى خلافا للحقيقة، ففي مقالة «الدور التركي على المسرح العربي» بينت أن تركيا عضو حلف الناتو وهي قاعدته العسكرية في مواجهة المشرق العربي وآسيا، وتجمعها بإسرائيل إستراتيجية قتالية واحدة وتعمل على توفير أمنها، كما هو الوضع بالنسبة لبقية دول حلف الناتو التي تعمل اليوم جاهدة في تسخير كل طاقاتها الدبلوماسية والعسكرية والمادية لمحاولة إسقاط النظام القومي العربي في سوريا وبث الفوضى والحرب الأهلية بين طوائف المجتمع العرقية والدينية وتفتيت سوريا وإشغالها بعيدا عن الكيان الإسرائيلي، وإعطاء هذا الكيان التوسعي فرصة لاحتلال المزيد من الأراضي العربية في حرب قادمة يعد لها حلف الناتو خدمة للصهيونية العالمية ولوبي رجال الأعمال الأميركي. وقد أكد ذلك موقع «دبكا» التابع للموساد الإسرائيلي، حيث ذكر أن التوتر بلغ ذروته على حدود سوريا مع إسرائيل وتركيا والأردن، وقد بدأت إسرائيل وتركيا عمليات التعبئة وأجرت مناورات واسعة النطاق بالقرب من الحدود السورية، وقال الموقع إن إسرائيل وتركيا نسقتا تحركاتهما مع قيادة حلف الناتو في أوروبا لهذا الغرض. وأخبرت الولايات المتحدة الحكومتين الإسرائيلية والتركية بأن بوارجها الحربية متواجدة في شرق البحر الأبيض المتوسط. إن الوضع الاقتصادي سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأميركية ينبئ بالمزيد من الكوارث الاقتصادية لهما، ويتوقع المراقبون الاقتصاديون والمحللون الإستراتيجيون أن تلجأ أميركا للخروج من المأزق الاقتصادي إلى شن حرب في موقع ما من العالم، وستكون حربا غير محسوبة العواقب، ولكنها مضطرة لشنها إنقاذا لاقتصادها، وتسخر لها جميع حلفائها كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

 ويعتقد هنتنجتون في ما يسميه الحرب الحضارية، وهي حرب ثالثة ستكون في حال حدوثها حربا مختلفة، فلن تكون في أساسها صراعات أوروبية، ولكنها ستكون صداما حضاريا بين الغرب والشرق، حيث البلاد التي كانت مستعمرة أو تحت الحماية أو الانتداب. ويعطي الصدام بين هاتين المجموعتين بعدا دينيا.. فعقيدة الاستعمار الجديد هي وحدة السوق، ولذلك فهذا الاستعمار يحاول كسر شوكة المقاومة لدى كل من يحتفظون بنظام له قيم أخرى غير قيمة السوق، وضد من يدافعون عن هويتهم التي هي معنى حياتهم. ونقطة الارتكاز في الحرب القادمة هي منطقة الخليج العربي، لأنها محاطة بأغنى حقول البترول التي ظلت لعشرات السنين عصب النمو الغربي وآن الأوان لامتلاكها. وكسر مقاومتها ومسح هويتها ومواجهة الشرق الأقصى، وقد شنت أميركا حربها ضد العراق تحت ضغط لوبي رجال الأعمال واللوبي الصهيوني ولم تحقق جميع أهدافها، ولكنها مكنتها من زرع قواعد لها في الإقليم، وهاتان الجهتان ذاتهما تدفعان اليوم أميركا لإشعال الصراع في المنطقة العربية لتحقيق أهداف ثلاثة:

أولها: الخروج من الأزمة الاقتصادية ومواجهة الصين وشرق آسيا.
وثانيهما: ترسيخ الأمن الإسرائيلي واحتلال المزيد من الأراضي العربية.
 وثالثهما: ترسيخ الاستعمار الجديد في المنطقة ومسح هويتها العربية والإسلامية.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/06/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد