آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مازن عبد الرزاق بليلة
عن الكاتب :
عضو مجلس الشورى

الحرب العالمية


مازن عبدالرزاق بليلة

الحربُ العالميَّة الثالثة، تحدَّث عنها الكثيرُون، وأشهر مَن تنبَّأ بها هنري كيسنجر، وبالمقابل، قلَّل من أهميِّتها الكثيرُ غيرهم من المحلِّلين العسكريين والسياسيين؛ لأنَّ سباق التسلُّح العالمي أصبح يعجُّ بالصواريخِ عابرة القارات، والتي تحمل الرؤوس النوويَّة، ممَّا يؤذن بتحطُّم وانهيار كبرى العواصم، لو اشتعلت هذه الحرب، ومع ذلك، التصعيد الحاصل في المستنقع السوري لا يستبعدُ حدوثها بعد اليوم.

مؤخِّرًا، أسقطت طائرةٌ حربيَّة أمريكيَّة، طائرةً للجيش السوريِّ في ريف الرقة الجنوبي، وقالت واشنطن: إنَّ الطائرة كانت تُسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة، بينما قالت دمشق إنَّ الطائرة أُسقطت خلال مهمَّة تستهدف متشدِّدي تنظيم الدولة الإسلاميَّة.

بيان الجيش السوري اتَّهم واشنطن بشكلٍ صريحٍ، حيث قال: (إنَّ ما يُدعى بالتحالف الدولي استهدف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي، أثناء تنفيذها مهمَّة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة)، وقال البيان: (إنَّ الطائرة سقطت والطيار مفقود، وهذا الاعتداء يُؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشكِّ حقيقة الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب، والذي يهدف إلى محاولة التأثير على قدرة الجيش العربي السوري)، ويُقال: إنَّ الطيار السوري تم إنقاذه لاحقًا.

ردًّا على هذا الهجوم الأمريكي، أعلنت وزارة الدفاع الروسيَّة عن تعليق العمل بمذكرة أمن التحليقات الموقعة بين واشنطن وموسكو بشأن الأجواء السوريَّة، وحذَّرت من أن وسائل الدفاع الجوي الروسي ستتعامل مع أي جسم طائر كهدف، يمكن إسقاطه.

هذه المرة الأولى التي يحصل فيها تهديدات مباشرة بين القوتين العظميين بسوريا، والدخول في مرحلة كسر العظام المباشر بينهما، ممَّا ينبئ بأن تسخين الأجواء لإشعال فتيل حرب عالميَّة أصبح قاب قوسين، أو أدنى.

#

القيادة_نتائج_لا_تصريحات

أحيانًا الأشياءُ الجيدةُ تسقط، ولكنْ ليأتي مَا هُو أفضل منها.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/06/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد