آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

دوران مع الحوامل

 
عبده خال

ثلاثة أشهر ونصف الشهر (رمضان وشوال وذو القعدة وأيام الحج) اتسعت شراهتها مع وجود إجازة المدارس، وأبواب المدارس سوف تلتهم أي صبر يعتصم به الموظف في تسيير شؤون أسرته.

لنترك هذا جانبا ولنلتفت للأسعار في أيام العيد وفي الإجازات، وقبل ذلك (كشف تقرير صادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس»، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن عدد السائحين السعوديين الذين فضلوا قضاء إجازة منتصف العام الدراسي 1438، البالغة تسعة أيام خارج المملكة، موضحا أن عددهم وصل إلى 857 ألف سائح سعودي ومقيم وأنفقوا قرابة 1.8 مليار ريال)، هذا في النصف الأول من العام، فماذا عن عدد المغادرين في إجازة نهاية العام وكم قيمة الإنفاق؟

إذا نحن في معضلة اقتصادية وسياحية تجعل هيئة الترفيه وهيئة السياحة معلقتين أمام السؤال الحتمي عن دورهما في تخفيض أعداد هذه الهجرة السياحية طوال الوقت.. وإيجاد البدائل على الأقل رحمة بالقطاع الترفيهي بالبلد والاستفادة من الملايين المسكوبة في عواصم العالم لكي تدور دورتها في الاقتصاد الوطني..

والحقيقة الراسخة لو أراد المواطنون المكوث في الداخل فليس هناك استعدادات محكمة في جميع احتياجات السائح في المدن الكبرى قبل المدن البعيدة عن العين.. وإذا أغفلنا عدم توفر الإمكانيات الكاملة لإراحة السائح فسوف نجد أن تكلفة قضاء خمسة أيام في أي مدينة محلية تمكنك وبنفس التكلفة أن تقضي إجازتك (أو تشمها) في الخارج بلحاف يصل للركبة.

ومن أراد أن يشم السياحة الداخلية فسوف يجد وحش الأسعار ينتظره في كل زاوية، أسعار الفنادق والمنتزهات والمواصلات والمولات وألعاب الأطفال وتذاكر السفر وخلي ( الحسابة تحسب).. هذه المعضلة كانت معلقة بهيئة السياحة والآن تشاركها هيئة الترفيه، وللأسف الشديد أن كثيرا من البرامج التي تقدمها هيئة الترفيه باهظة الثمن ولا تستطيع بعض أطياف المجتمع الاستمتاع بها، حتى قيل إن الترفيه يكاد يصبح خاصا بطبقة الأثرياء، ولأن الأثرياء قادرون على السفر للخارج، أصبح الإقبال على الترفيه ضئيلا، ومن لم يستطع مجاراة تلك الأسعار عاد لحمل دلة القهوة وبراد الشاي والبحث عن ترفيه على الأرصفة أو الخلاء أو الدوران مع الحوامل!!... طيب يعني (ما لنا حل)..

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2017/06/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد