آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
ناصر قنديل
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي لبناني

«الإسرائيلي» يقرأ نصرالله والحملة تكشف الحلفاء


ناصر قنديل

– ذكر معلّق الشؤون العربية في موقع «والاه»، آفي يساسخاروف، أن «سلسلة التطورات الأخيرة في الحرب بين الجيش السوري والمسلحين، تشير إلى أن مساحة الراحة النسبية التي ملكتها «إسرائيل» على الجبهة الشمالية تتقلّص، وبعبارة أخرى، إن هزيمة «داعش» نفسها، قد تنبئ بتصعيد محتمل في الشمال بين «إسرائيل» وبين الجيش السوري وبالطبع حزب الله.» وأضاف يساسخاروف، أن ما أسماه «السنوات الأخيرة من الحرب السورية دفعت إلى تقييد حزب الله بموارده وطاقته أمام مواجهة مع «إسرائيل»، لكن في الأسابيع الأخيرة بدا أن هذا التوجّه تبدّل والميزان يميل لصالح جنود الرئيس بشار الأسد، وحزب الله وإيران.

فالمعارك في الموصل في العراق على وشك الانتهاء، ومن الواضح أن التالية ستكون الرقة، عاصمة «داعش» في سورية. حتى على حلبات أخرى فقد سجّل الجيش السوري نجاحات بارزة، مثل منطقة دير الزور شمال الدولة. ويشير آفي يساسخاروف الى أن ما أسماه «الميليشيات العسكرية المختلفة»، سواء المؤيدة للأسد أم المسلحون له، تتسابق الآن على المناطق التي ينسحب منها «داعش»، وبطبيعة الحال منها المنطقة التي تقلق «إسرائيل» أكثر من كل شيء وتقلق أيضًا جارتها من الشرق، الأردن، مشيراً في هذا السياق، إلى المعارك التي تجري في منطقة درعا وكذلك في الجولان السوري.

– وفيما تحدّث يساسخاروف عن وجود قذائف مرتدة نحو الجانب «الإسرائيلي» من حين إلى آخر، استبعد أن يكون هنالك إطلاق نار سوري مقصود، معتبراً أنّ الخشية «الإسرائيلية» الأساسية ليست من انزلاق قذائف هاون، وإنما «التهديد الأكثر أهمية»، وفق وصف المعلق يساسخاروف، مصدره اقتراب حلفاء الرئيس الأسد إلى الحدود مع الأردن، ومع فلسطين المحتلة، كاشفاً عن وجود تنسيق مع الأردن في هذا الموضوع، لكنه أشار إلى أنه من المشكوك فيه إذا كان هذا التنسيق يمكنه أن يمنع أو يوقف اقتراب من أسماها القوات المدعومة من إيران، خصوصاً حزب الله وحلفاءه من القوات ذات الأصول الباكستانية، العراقية، أو الأفغانية إلى الحدود مع الكيان «الإسرائيلي»، مضيفاً أنّ ما أسماه بـ«محور حزب الله» يتقدّم بينما تنظيم «داعش» غير موجود في هذه المنطقة، وخالصاً إلى أنّ «السلوك الإسرائيلي غير الرسمي الذي يقول: «نتمنّى النجاح للطرفين» أصبح أقلّ ذي صلة بالواقع على ضوء النجاحات المهمة لأحد الأطراف».

– وختم آفي يساسخاروف إلى أنّ «انعكاس هذه النجاحات في سورية والعراق يمكن أن نراها ونسمعها في الأيام الأخيرة في لبنان، من خلال التصريحات الحماسية لأمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي تعهّد أنه في الحرب المقبلة مع «إسرائيل» ستفتح الأجواء «أمام آلاف، وربما مئات آلاف المقاتلين من الدول العربية والإسلامية كلها، الذين سيصلون للمشاركة فيها.»

– يساسخاروف للذين لا يعرفون الاسم هو محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، كما وتستضيفه برامج إذاعية وتلفزيونية عدة كمعلّق على شؤون الشرق الأوسط. حتى عام 2012 شغل يساسخارف وظيفة مراسل الشؤون العربية في صحيفة «هارتس» بالإضافة إلى كونه محاضراً في التاريخ الفلسطيني المعاصر في جامعة تل أبيب. تخرّج بامتياز من جامعة بن غوريون مع شهادة بكالوريوس في علوم الشرق الأوسط واستمرّ للحصول على ماجيستير امتياز من جامعة تل أبيب في هذا الموضوع. كما ويتكلم يساسخاروف العربية بطلاقة، ويعتبر المحلل الأقرب للتعبير عن هواجس الجهات العسكرية والأمنية وطرحها للتداول أمام الرأي العام، ويحتلّ المكانة التي احتكرها المحلل الشهير زئيف شيف حتى رحيله عام 2006. وكتابا يساسخاروف اللذان نالا جوائز «إسرائيلية»، هما: «كيف نربح الحرب القادمة»، و«33 يوماً من الحرب مع حزب الله»، يعتبران المرجعين الأهمّ لقراءة المتغيرات العسكرية والإستراتيجية المحيطة بأمن «إسرائيل».

– عندما تقرأ يساسخاروف وتسمع قناة «العربية» وتعيد قراءة الحملة السعودية في الصحف المموّلة من الرياض والموضوع واحد، ما أسماه يساسخاروف بصدى التحوّلات الكبرى التي تهدّد أمن «إسرائيل» وعنوانها حزب الله، والدليل عنده كلام السيد حسن نصرالله عن فتح الحدود والأجواء. وقد أشار السيد ممهّداً لكلامه لتحوّلين كبيرين يجعلان التهديد في مكانه، موقع الحشد الشعبي ومكانة أنصار الله، في محور المقاومة والقصد محور مشترك مع حزب الله، والتحوّلان حديثان لجهة ما صدر عن قيادتي الفريقين من إعلان واضح لعزمهما الوقوف مع حزب الله في أيّ حرب مقبلة، وتخطّي حدود التحالف في مواجهة مخاطر مشتركة ومصير مترابط الحلقات، عندما نفهم كلّ ذلك تصير الحملة التي تستهدف حزب الله وكلام السيد نصرالله مفهومة كتلبية لطلب وقرار بدأ «إسرائيلياً» وصار أميركياً وتعمّم ووصلت أصداؤه إلى لبنان. فبدأنا نسمع بعض الأصوات، بينما الكلام واضح في نص خطاب السيد، عندما تقع الحرب وإذا شنت «إسرائيل» عدواناً، فسقطت عندهم الاشتراطات وصارت القضية عندهم سيادة لبنان، كأن العدوان قد وقع ووقوعه لا يصيب السيادة، وصار هم المعترضين ليس ردّ الاعتداء على السيادة بل حصر المواجهة بما لا يزعج «إسرائيل» ويربكها أو ربما يردعها بذريعة السيادة، فتطوّعوا لردع حزب الله، وتلك هي مهمتهم.

جريدة البناء

أضيف بتاريخ :2017/06/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد