آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

هل سيتم تمديد الإجازة؟


إبراهيم محمد باداود

بنهاية شهر شعبان بدأت أطول إجازة للطلاب والطالبات، والتي تمتد لمدة أربعة أشهر، بحيث يعود الطلاب والطالبات للمدارس بنهاية شهر ذي الحجة، وعندما أُعلن قرار تقديم الامتحانات، بحيث تنتهي قبل نهاية شهر رمضان المبارك، قال بعضهم: إن الإجازة ستكون طويلة جداً، وتساءل الآباء كيف سيقضي الأبناء كل هذا الوقت؟، وما هي الأنشطة والبرامج التي يمكن أن يشاركوا فيها؟.. وغيرها من الأسئلة التي أظهرت أن الكل حريص على الاستفادة من وقت الإجازة.

اليوم انقضى حوالى شهر ونصف من الأربعة أشهر المخصصة لإجازة العام الدراسي، ولم يبقَ إلا شهران ونصف الشهر وتنتهي الإجازة، وبطبيعة الحال فإن الشهر الأول كان شهر رمضان، وهو الشهر الذي يقضيه بعضهم في نوم النهار وسهر الليل، ثم جاء العيد، وها نحن الآن في منتصف شهر شوال، فماذا فعل الأبناء خلال الفترة الماضية؟، وهل استفادوا من وقتهم؟، وكيف يمكن أن يتم تدارك الوضع للاستفادة من الفترة المتبقية من الإجازة؟.

الناس في الإجازات ينقسمون إلى فريقين، فريق يفرح بهذا الوقت لأنه يعلم بأنه سيستفيد منه فائدة عظمى، وسيقوم خلاله بإنجاز العديد من المشروعات التي كانت مؤجلة، وفريق آخر لا يعرف ماذا يفعل، فتجده طوال أشهر الإجازة يتقلب بين النوم والاسترخاء، والكسل والفسحة، والتسكع في الليل وتضييع الأوقات، ثم يصيح في نهاية الإجازة بأنها انتهت ولم يفعل شيئًا.

الأمر لا يقتصر على الأفراد أو الطلاب والطالبات فقط، بل حتى بعض الجهات الحكومية، والتي تُصاب بالشلل في موسم الإجازات، فعلى الرغم من أن الإجازة حق من حقوق أي موظف، إلا أن تطبيق الاستفادة من هذا الحق لا يتم بالشكل الصحيح في تلك الجهات، فتجد كثيراً من المعاملات تتعطل لوجود بعض الموظفين أو المسؤولين في إجازة، وفي حالة وجود البديل لهؤلاء فهو بديل (صوري)، لا يملك أي صلاحية لاعتماد أو توقيع أي معاملة، فهو أشبه ما يكون بموظف استقبال يقوم باستقبال المراجعين وتسلم معاملاتهم وحفظها لحين عودة المسؤول من إجازته.

سينقضي الشهران والنصف وتنتهي الإجازة، وقد يطالب البعض بالتمديد لأنه لم يفعل شيئًا في إجازته، مما يُؤكِّد أننا نحتاج إلى أن نُعيد النظر في أسلوب ومنهجية تعاملنا مع الإجازات، فهي مرحلة ذهبية وكنز من الكنوز السنوية التي يجب أن لا نُفرِّط فيها، وأن نتعامل معها بكل جدية واهتمام، فهي فرصة رائعة لقضاء وقت ممتع مع الأسرة والأبناء، كما أنها فرصة مميزة لإنجاز بعض المشروعات التي قد يكون من الصعب إنجازها في باقي أوقات السنة.

الوقت الآن متاح وبشكلٍ كبير، ولكن البعض لن يستفيد منه، وعند نهاية الإجازة ستخرج أصوات البعض للمطالبة بتمديد الإجازة، لأنه لم يستفد منها، ولأن البعض يريد أن يكون العام كله إجازة.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد