آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

الفروة هي الحل!

 

عبدالله المزهر

وحين عدت للعمل بعد الإجازة وجدت أن جهاز التكييف لا يعمل بشكل جيد، وقد اختلف في أمره جمهور الزملاء، فقال بعضهم إن عطله بين واضح، وأن إصلاحه أمر لا مفر منه، وقال آخرون إنه لم يخترع حتى الآن مكيف للهواء يمكنه أن يقاوم درجة حرارة تلامس الخمسين. وهذا رأي يحترم لكنه ليس حقيقيا ويكذبه الواقع في المكاتب المجاورة التي تعمل مكيفاتها بشكل جيد.

ومع أني اعتدت على عملي حتى أصبح سهلا وليس فيه الكثير من التعقيد، إضافة إلى أنه لا يحتاج إلى استخدام الكثير من خلايا الدماغ، إلا أن الحر جعلني أفقد التركيز تماما، إضافة إلى تعاملي بعصبية مع كل شيء.

قضيت معظم الوقت في التنقل بين مكاتب الزملاء الباردة بحجة الاستفسار والاستقصاء عن أمور تهم مصلحة العمل. وهكذا انتهى اليوم الأول، وفي اليوم التالي وجدت أن الأمور لم تتغير كثيرا، لكن المشكلة أنه لم يعد هناك الكثير من الأمور التي يمكنني اختراعها للذهاب إلى مكاتب أخرى، ولذلك أكملت اليوم كاملا في مكتبي أعمل قليلا وأشتم كثيرا.

وفي خضم هذا الصراع مع درجات الحرارة بدا لي أني أستمع إلى صوت محمود درويش وهو يتحدث من تحت مكيف بارد ويقول لي: فكر بغيرك.

فكرت فعلا كيف يمكن أن يتقن عامل عمله وهو يعمل تحت أشعة الشمس في الشارع المجاور. لنترك الأمور الإنسانية جانبا فلا أحد يهتم لها كثيرا، بل إن الموضة الآن هي استهجان الأحاديث ذات الطابع الإنساني. لكن بعيدا عن الإنسانية فإني لا أتخيل كيف تفكر الشركات التي تخالف نظام العمل تحت أشعة الشمس وتحاول التحايل عليه. أي نتيجة يريدون الوصول إليها، وأي إتقان ينتظرونه من عامل يبدو كأنه في مقلاة وهو ينجز أشياء تحتاج إلى الدقة والمهارة؟

وعلى أي حال..
العقوبة المالية ليست مناسبة لتلك الشركات التي تدفع بعمالتها للعمل في الظهيرة في درجات حرارة تكفي للطبخ، ولو كان لي من الأمر شيء لأخذت المسؤولين التنفيذيين في تلك الشركات وألبست كلا منهم «فروة» سميكة وأوقفته ساعات في مكان العامل وفي ذات الطقس.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/07/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد