آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. علي الهيل
عن الكاتب :
أستاذ جامعي وكاتب قطري

لماذا لا تتم على الأقل المزاوجة بين الدولار الأمريكي والإيوان الصيني في بيع النفط والغاز العربي؟


أ.د. علي الهيل

الصين اليوم ليست الصين أمس، اليوم الصين تقود أكبر معدلات النمو الإقتصادي، احتياطاتها من العملات الصعبة تتجاوز الثلاثة تريليونات، الفجوة بين الأغنياء والفقراء تضيق بشكل ملحوظ. لماذا إذن لا تقدم البلدان العربية الغنية بالسلعتين الإستراتيجيتين النفط و الغاز بيعهما بالعملة الصينية إلى جانب الدولار، الهدف إشعار أمريكا بأن لدى هذه البلدان خيارات أخرى، الغاية الاستقلال ولو جزئياًّ عن التبعية المطلقة للدولار.

ما أشيع مؤخراً عن أن دولة قطر استدعت شركات صينية للعمل في حقل غازها الجديد في بحر الشمال القطري؛ يُعدُّ خطوةً هامة.  هذا لا يعني بالضرورة الاستغناء عن الشركات الأمريكية لأسباب تتعلق بالأمن الإستراتيجي.

من المهم للغاية أنْ لا تضع البلدان العربية المنتجة للنفط و الغاز كل أوراقها في سلة أمريكا، السعي لتوزيع أوراقها بين أمريكا والصين وروسيا وأوروبا بات أمراً ملحاًّ، لأن مثل هذه الإستراتيجية تخلق توازنات مهمة تخدم على المدى الطويل مصالح البلدان العربية، اللعب على التوازنات الإقتصادية سيجعل أمريكا ترعوي عن سياساتها الإستغلالية للبلدان العربية الغنية.  اليوم هذا الأمر يبدو معقولاً نتيجة الإختلافات بين أوروبا وأمريكا وبين هذه وروسيا من جانب و الصين من جانب آخر.  السبب هو وجود رئيس أمريكي غريب خارج على كل طقوس وتقاليد الرئاسة الأمريكية واختلاف وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين معه حول نهجه الطامع بشكل غير مبرر في ما في يد البلدان العربية الغنية، في داخل أمريكا، الكثيرون باتوا محرجين من رئيسهم الذي غالباً ما يؤخذ عنه انطباعاً عالمياًّ أنه (يشحت) وهو ما يراه الكثير من الأمريكيين مهينا لبلدهم الذي يعتبر الأقوى على مستوى العالم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/07/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد