آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد بومعيز
عن الكاتب :
كاتب في صحيفة رأي اليوم

أزمة الخليج.. هل سيصمد حياد المغرب؟

 

أحمد بومعيز

أثار موقف ” الحياد ” الذي اتخذه المغرب ،وعبر عنه دبلوماسيا من أزمة الخليج الجديدة ، أثار العديد من التساؤلات حول هذا القرار الذي يبيح الكثير من القراءات والتأويلات ، نظرا للعلاقات الدبلوماسية والسياسية و الاقتصادية القوية التي تربطه بدول التعاون الخليجي عموما ، وبالسعودية والإمارات والبحرين على الخصوص.

 

فبعد أقل من أسبوع على اندلاع أزمة قطر وإعلان دول الحلف المحاصر قطع علاقاتها معها ومحاصرتها ، أعلن المغرب موقفه من الأزمة باتخاذه الحياد ومساعيه للوساطة بين البلدان الشقيقة المتصارعة من أجل تجاوز الأزمة . وأكثر من ذلك ، فقد عمل على تقديم مساعدات غذائية عاجلة لقطر بمبرر إنساني وديني بحكم  أن الحصار على شعب قطر تزامن مع شهر رمضان . ومن أجل مباشرة المساعي الحميدة واقتراح الوساطة قام وزير الخارجية المغربي بزيارة للمنطقة ، لكن يبدو أن السعودية و الإمارات لم تتحمس كثيرا لتلك المبادرة ولم تعرها الاهتمام الكبير والكافي لإجرأتها ، رغم عدم تصريحها بذلك رسميا ، فثمة إشارات قوية برزت من خلال بعض المواقف غير الرسمية لهما معبرة عن غضبها من موقف المغرب الذي تم اعتباره انحيازا لقطر، وذلك بمناوشات إعلامية تشوش على قضية المغرب الأولى وعلى وحدته الترابية في قضية الصحراء ، وهي القضية التي كانت نفس الدول تعلن مساندة المغرب فيها بشكل تام .

 

 هذا ،وبعد أزيد من شهر على نفس الأزمة التي كان العديد من المهتمين يعتبرونها ظرفية أو سحابة صيف ، بدأت الأمور تتعقد وتتفاعل بين الدول الخليجية ، في ارتباط مع باقي دول المنتظم الدولي والدول المؤثرة مباشرة على مسرح الأحداث كالولايات المتحدة وإيران وتركيا … وهو الأمر الذي يشي باستمرار الأزمة أكثر مما كان متوقعا ، وأن تداعياتها سترغم الجميع على إعادة تقييم وتكييف المواقف وفق المستجدات والأجندات المرتقبة ، ووفق موازين القوى المحتملة  .

 

وبخصوص المغرب ، وفي ظل التحولات المستقبلية لذات الأزمة وتمفصلاتها ، فموقف الحياد قد يصير صعبا بحكم علاقاته ومصالحه الإستراتيجية مع السعودية والإمارات والبحرين ،رغم وجود مصر في الحلف والذي يمكن أن يبرر موقف المغرب بعدم تحمسه لمحاصرة قطر بحكم برودة العلاقات بين البلدين منذ تولي السيسي مقاليد السلطة في بلاد الكنانة . كما أن انخراط المغرب ودعمه للسعودية في حرب اليمن يعد من المواقف التي تحسم أي تقارب بين المغرب والحلف الذي بدأت  تلوح بوادره بالمنطقة بمشاركة إيران. وحتى لو بقي المغرب متشبثا باستقلالية قراراته الدبلوماسية والسياسية على الساحة العربية، كما سبق أن عبر عنها بموقف غيابه عن العديد من اجتماعات القمة العربية  ، وأيضا غيابه عن قمة الرياض الأمريكية العربية التي كانت حاسمة في نسج علاقات الود والمصالح بين الولايات المتحدة والسعودية وبعض حلفائها المقربين والمؤدية مباشرة إلى إعلان مقاطعة قطر ،فكل ذلك لن يسهل على المغرب الاستمرار في تبني موقف الحياد  ، خصوصا والمؤشرات العديدة تدل أن السعودية والإمارات ماضية في حشد أكبر دعم دولي ممكن لإخضاع قطر، وهيكلة حلف دولي مساند لها أكبر وأقوى من الحلف الحالي .

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/07/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد