آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

القدس.. بؤرة الصراع


عبدالمحسن يوسف جمال

مهما طالت الأيام في الصراع العربي – الإسرائيلي، فإن البعد العقائدي المتمثل في وجود الأماكن الدينية المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين لن يجعل الصهاينة يمارسون سياسة الاحتواء بسهولة.

فالصهاينة لا يريدون السيطرة على كامل التراب الفلسطيني فحسب، بل يريدون السيطرة على السياسة العربية كلها.
ومن الواضح أنهم يحاولون اصطناع الخلافات العربية من جهة، والتفريق بين الشعب الفلسطيني من جهة أخرى.. ولعل الممارسات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، ومنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى جمعتين متتاليتين هي إحدى الوسائل الصهيونية لاختبار صلابة العرب ومدى تمسك حكوماتهم بالبعد الديني للقضية الفلسطينية، وهو البعد الأساسي الذي يخشاه الصهاينة.

ولقد كانت ردة الفعل الفلسطينية من جهة، والعربية الإسلامية من جهة أخرى، مفاجأة غير سارة للصهاينة، لأنهم راهنوا على ضعف الوازع الديني، إلا أنهم وجدوه ما زال قويا نابضا.

ولعل هذا الجانب هو الذي ما زال يحيي القضية الفلسطينية ويمنع البعض من محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني.
فالشعوب العربية والإسلامية، والشعوب الحرة حول العالم، ما زالت تنظر إلى الفلسطينيين كشعب مظلوم مسلوب الحقوق الأساسية لأي شعب، وبالتالي لا بد من الوقوف معه، خصوصاً إذا كان الأمر هو انتهاك الصهاينة للمقدسات الدينية.

فمسرى الرسول صلى الله عليه وآله، ومعراجه لن يكون موضع مساومة أو تنازل من قبل المسلمين والمسيحيين، بل إن ذلك سيوحدهم دائما، ويجعل مقاومتهم أكثر صلابة مهما قدموا من تضحيات تصل إلى استشهاد الشباب والفتيات في الدفاع عن المقدسات.

فكرامة الشعوب والأمم لن يوقفها إرهاب أو قوة غاشمة، وعزتهم لن يهينها استخدام العنف والبطش.

اليوم عرف الشعب الفلسطيني أن قوته بالتمسك بمقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية ستكون الترس المنيع والمانع الأساسي لمحاولات البعض إنهاء القضية الفلسطينية.

فالصهاينة يريدون تحويل القدس إلى عاصمة لدولتهم المصطنعة، وهدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل، وكل ذلك وهمٌ لن يستقيم مع تشبث العرب والمسلمين والمسيحيين بحقوقهم.

فالبعد الديني هو الحاجز الرئيسي لمنع خطط الصهاينة، وإنهاء أحلامهم في التوسع والاستمرار في الظلم.

صحيفة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/07/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد