آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد القطامين
عن الكاتب :
خبير التخطيط الإستراتيجي من الأردن

وسط محيط من الفوضى: ترامب يفوض بوتين في سوريا.. والخلاص وشيك

 

أ.د احمد القطامين

 

لم تمر على المنطقة العربية  لحظة تاريخية تزدحم فيها مجموعة كبيرة من المعطيات المفصلية كاللحظة التي تمر بها اليوم .. فالأحداث الجسام “تتفلت” من سياقاتها العامة في كل اتجاه محاولة إيجاد ثغرة ما للانطلاق باتجاه ما لعل الطريق يصبح سالكا لحل ما في لحظة ما..

 

الرئيس الأمريكي محاصر تماما من أضخم تكتل في الدولة الأمريكية العميقة وغير مسموح له أن يقوم بأي عمل أيا كان، لذا كان لا بد لترامب المحتجز أن يفوض قوة أمريكا الناعمة الهائلة لصديق مؤتمن (بوتن) لإحداث اختراق حاسم في المسألة السورية.. ومن هنا جاءت أوامر ترامب لمدير السي اي ايه بوقف البرنامج السري لدعم المعارضة السورية “المعتدلة”، والذي تم فعلا وضعه موضوع التنفيذ الفعلي وفورا.

 

إذن، جميع أوراق المسألة السورية أضحت تحت سيطرة الدب الروسي المنتشي بانتصاراته في كل الجبهات التي يخوض فيها تحديات حول العالم، وتحقيق النصر النهائي في سوريا يعتمد على السرعة التي سينطلق فيها قطار الحسم الذي يقوده بوتين. السبب في ذلك أن مصير ترامب كرئيس أخذ يواجه تحديات كبيرة بعد أن تم تضييق الخناق على عائلته واتهام مبدئي لكل من نجله وزوج ابنته إيفانكا ومجموعة من الأشخاص الرئيسين المقربين منه  بالتخابر مع الروس أثناء الحملة الانتخابية بهدف التنسيق  لترتيبات لإضعاف منافسته (هيلاري كلنتون) وتمهيد الطريق له للوصول إلى البيت الأبيض.

 

وكما تشير المعطيات ذات المصادر المتعددة فأن ما تبقى من أشهر الصيف امتدادا حتى نهاية العام ستشهد تطورات حاسمة قد تدفع المسألة السورية برمتها إلى مربع الحل النهائي إذا سارت الأمور في سياقاتها المتوقعة، خاصة فيما يتعلق بمصير الرئيس الأمريكي ترامب، وإذا تمكن في نفس الوقت الرئيس الروسي بوتن من تفعيل ماكنة الحسم إلى طاقتها القصوى.

 

أما فيما يتعلق بالخريطة العسكرية على ارض الواقع في سوريا، فالجيش السوري وقوات النخبة التابعة لحليفه الرئيسي حزب الله تمكنت من أحكام السيطرة على مواقع إستراتيجية بسبب إعادة هيكلة الوحدات القتالية على شكل وحدات صغيرة بالغة السرعة في الحركة وتتمتع بمرونة عسكرية عالية وقوة نارية ضخمة.

 

وما يحدث اعتبارا من يوم أمس في “جرود عرسال” على الحدود السورية اللبنانية ما هو في الواقع إلا دليلا واضحا على فاعلية التركيبة الجديدة. فبينما طُلب من الجيش اللبناني أن يحكم الحصار على مسلحي جبهة النصرة وداعش من الجانب اللبناني من الحدود لمنعهم من الفرار من منطقة عرسال إلى داخل لبنان، طُلب من وحدات النخبة الخاصة بحزب الله الاندفاع من الجانب السوري إلى مواقع المسلحين لاستعادتها، في نفس الوقت تقوم قوات الجيش السوري وسلاح الجوي بتقدم دعما ناريا لقوات حزب الله المتقدمة داخل مواقع المسلحين.

 

خلاصة الحديث، رغم ضبابية الأوضاع  وغموض الكثير من النوايا إلا أن شيئا واحدا أصبح في نطاق الممكن لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية وهو أن سوريا في الطريق إلى الخلاص بأذن الله !

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/07/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد