آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مازن عبد الرزاق بليلة
عن الكاتب :
عضو مجلس الشورى

تناقضات سياسية


مازن عبدالرزاق بليلة

المواقف السياسية للدول الكبرى ينبني عليها توازنات دولية، وتحسب لها بقية الدول ألف حساب، وكلما زاد ثقل الدولة السياسي كلما زاد الارتباك الدولي وهي ترسل رسائل متناقضة، تعطي شيئًا وتمنع نفس الشيء، وتؤيد شيئًا وتعارضه في نفس الوقت، وعلى بقية العالم تحديد كيفية التعامل مع هذه المتناقضات.

الولايات المتحدة تنتهج هذا الأسلوب مؤخرًا، وأصبح المراقب لا يعرف ماذا تؤيد وماذا تعارض، بدأت هذه الإشكالية بالتعامل المتناقض مع الأزمة القطرية، في حين ترى تغريدات ترامب المؤيدة لموقف دول المقاطعة الأربعة، والمشجعة على المقاطعة، تأتي وزارة الخارجية الأمريكية، وعلى رأسها ريكس تيلرسون، يطالبون بتخفيف الحصار، ويطالبون بالجلوس على طاولة الحوار، ويمررون لهم صفقات أسلحة، وطائرات، ويوقعون معهم اتفاقيات لمكافحة الإرهاب.

الموقف المتناقض الأمريكي استمر بعد ذلك، بخروج تحذيرات من الخارجية الأمريكية، تحذر مواطنيها من السفر إلى مصر، بحجة عدم وجود أجواء آمنة هناك، مما حدا بالخارجية المصرية أن تقدم رسالة احتجاج، واعتراض على هذه التصريحات غير المسؤولة لأن السياحة المصرية بدأت في التعافي الجزئي بعد عدد من الهجمات الإرهابية ضد السياح الروس خلال السنوات القليلة الماضية، والتحذرات الأمريكية ليس لديها شواهد ولا أدلة على هذا التخويف.

ختمت السياسة الخارجية الأمريكية تناقضاتها، بالإعلان عن توقفها عن دعم المعارضة السورية المعتدلة بالسلاح والعتاد، وهو القرار الذي اتخذته سابقًا حكومة أوباما في عام 2013 لدعم المعارضة، مما يعني أن الضربات الصاروخية التي وجهها ترامب ضد مخازن الأسلحة الكيماوية، وأتبعها بإسقاط طائرة سورية كانت تحلق فوق قوات التحالف، كلها كانت مفتعلة، ولا ندري هل هي مع إزالة البطش والظلم عن المواطن السوري، أم تكريس للشتات.

#القيادة_نتائج_لا_تصريحات

اعمل على أن تجعل أحلامك كبيرة، ومصادر قلقك صغيرة.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد