محلية

الخميس الدامي في جازان يخلف ١٤٨ضحية

 

بين ساعات الليل الأخيرة وهدوء الفجر، دوت صافرات الإنذار، في مكان يقصده المرضى بحثا عن  الشفاء والراحة، وأمهات للتو وضعن صغارهن، لتبدأ المأساة ولهب النيران من الحضانة لتنتشر في باقي المستشفى، لتكون الضحية ١٤٨ شخصا في يوم أقرب ما يكون اسمه "الخميس الدامي".


خلف يوم الخميس الدامي في جازان ١٤٨ ضحية، إثر الحريق الهائل الذي اندلع بمستشفي جازان، دون. معرفة الأسباب حتى هذه اللحظة.

وكشفت  تفاصيل جديدة عن الكارثة في مستشفى جازان العام، التي راح ضحيتها ٣١ مريضاً ومريضة وفقاً للإحصاءات، حيث بلغ عدد الوفيات ٣١ وفاة و أكثر من ١٢٣إصابة ، ونقلت الحالات للمستشفيات الخاصة والعامة في المنطقة، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب.

وذكر شهود عيان، أن الحريق  بدأ من حضانة الأطفال وانتشر لبعض الأقسام، وشوهدت إحدى المريضات تقفز من الدور الرابع بعد محاصرة الحريق كل المداخل، فيما كان للمتطوعين الدور الأبرز في إخراج المرضى، وكانت أكثر الوفيات نتيجة الاختناق.


ونقلت مواقع إخبارية قصة الممرضة  "أميرة إسماعيل" التي أنقذت مع زميلتها أطفال حضانة المستشفى
بعد أن حاصرتهم النيران والدخان خلف أبواب الحضانة.

وقالت " إسماعيل"، عندما رأيت النيران تشتعل من خلف الزجاج في الحضانة ، والدخان يغطي الزجاج ، فأخذت أبكي أنا وزميلتي إلا أنني تمالكت نفسي ورفضت ترك المكان ، وطلبت من الأمن كسر باب الحضانة ودخلت للحضانة التي يوجد بها ٧ أطفال وعلى الفور وضعت ٤ أطفال في "شرشف " وجعلته على شكل "مهاد" وطلبت من الحضور إخراجهم بسرعة خارج المستشفى.

وتضيف: ثم حملت أحد الأطفال وسلمته لزميلتي وأخذت الثاني وسلمته لأحد الموظفين ، فيما حملت الثالث وخرجت به من الحضانة ، ثم ذهبت للعناية المركزة وتفاجأت بأن الباب مغلق عليهم وليس لديهم علم بالحريق ، فطرقت الباب عليهم فخرجوا ، وأخرجوا الطفل الذي في العناية معهم ، وتم إخراج جميع الأطفال وكلهم بصحة جيدة ولله الحمد.

وتابعت: أكثر شيء أثر في نفسي هو منظر الجثث والمصابين، خاصة من كبار السن وهم يصرخون داخل النيران، ويطلبون نجدتهم، لقد أرعبني المشهد وأستحضره حتى الآن ولم أستطع النوم من شدة الموقف.


ولقيت قصة الشاب " إبراهيم ملح"،  الذي قضى في حريق مستشفى جازان، بعد أن كان يجهز لإتمام مراسم زفافه خلال الأيام المقبلة، بعد خروجه من المستشفى، تفاعل كبير من الأهالي.


ليبقى يوم الخميس، شاهد على الإهمال، وذاكرة مؤلمة تُضاف إلى سجل الوطن.

أضيف بتاريخ :2015/12/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد