آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. مها القصراوي
عن الكاتب :
كاتبة فلسطينية

الفكر الصهيوني لن يستسلم في المنطقة العربية.. أين نحن ذاهبون

 

د مها القصراوي

من يمعن النظر في المشهد الوجودي للمنطقة العربية يجتاحه حالة رعب وخوف مما هو آت،فالمنطقة تمور بحروب نتج عنها اندحار بعض أدوات الفكر الصهيوني في المنطقة، فالنظام السياسي في السعودية حين أعلن الحرب على اليمن كان عادل الجبير يعلنها من واشنطن، وهذا مؤشر على أن قرار الحرب لم يكن بأيدي النظام السياسي السعودي، لكنه كان قرارا أمريكيا موجها إلى أحدى أدواته في المنطقة، وكانوا يعتقدون أن هذه الحرب لن تطول وسوف تهزم اليمن ويسيطرون عليها وخاب أملهم رغم معاناة شعبنا العربي في اليمن فهم صامدون، وصمودهم يؤكد هزيمة الأداة الأمريكية الصهيونية، وأن الشعب العربي في اليمن سينتصر.

 

إن خيبة مشروع الفكر الصهيوني لم تكن في اليمن وحدها، وإنما خاب مشروعه في العراق وسوريا من خلال هزيمة أدواته المتمثّلة في داعش والنصرة وكل الجماعات المسلحة التي دربها وسلحها وأطلق لها العنان من اجل تدمير الدولتين سوريا والعراق، والمعطيات على الأرض تؤكد صلابة سوريا والعراق في مواجهة هذا المشروع.

 

وعلى الجبهة اللبنانية يحقق الجيش اللبناني والمقاومة انتصارات عظيمة تساهم في دحر هذا المشروع الشيطاني الذي يسعى إلى تفتيت المنطقة واستعبادها بالتواطؤ مع أنظمة سياسية عربية تاجرت بالأوطان والشعوب، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.

 

وإذا كانت اليمن قد انتشر فيها وباء جسديا(الكوليرا)، فإن معظم منطقتنا العربية تعني من أوبئة أكثر شراسة من الكوليرا، أنها أوبئة نفسية وعقلية تتمثل في فقدان الكرامة وحالة الاستعباد التي تعيشها هذه المنطقة بسبب أنظمتها السياسية.

 

وفي خضم هذه الأمواج المتلاطمة في المنطقة، ما بين جهة تحارب من أجل كرامتها وجهة تبيع كرامتها، كان المقدسيون يسطرون أعظم مواجهة بصدورهم العارية في مواجهة هذا المشروع الشيطاني.

 

وفي المحصلة النهائية لهذا الأمواج المتلاطمة، أن الشعوب العربية حرة لا تخضع ولا تستسلم، لأنها شعوب حية متجذرة في وجودها الإنساني والحضاري، ولذلك يقفز السؤال الأكثر خطورة،،، هل يستسلم أصحاب المشروع الصهيوني وينسحبون وهم الذين خططوا لتقسيم المنطقة والاستيلاء عليها منذ نهاية القرن التاسع عشر حين اكتشف النفط في بلادنا،،،،هل المنطقة ذاهبة إلى حرب نووية لا تبقي ولا تذر،،،،

 

في حرب تموز ٢٠٠٦ لم يكن قرار الحرب إسرائيليا، فالمعلومات تفيد أن الجناح العسكري الإسرائيلي لم يكن يريد الحرب، وكذلك الجناح السياسي أرادها بتحفظ، لكن قرار الحرب كان من واشنطن لتصفية حزب الله العقبة الكؤود في وجه المشروع الصهيوني وقد انتصر حزب الله وكان صموده وبقاؤه هو أعظم انتصار، والسؤال، بعد فشل أدوات المشروع الصهيوني في اليمن وسوريا والعراق، هل واشنطن عاصمة القرار ستصدر أوامرها إلى أداتها القوية في المنطقة جيش الدفاع الصهيوني بشن حرب على جبهة المقاومة العربية. كل تقارير العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة تؤكد أن كلفة الحرب مع المقاومة ستكون باهظة الثمن، وبالتالي ليس الحرب من مصلحتها، لكن الفكر الصهيوني في واشنطن لا يستسلم بسهولة، فهل يصدر أوامره بشن الحرب، وهل ستكون حربا شرسة يستميت اصحاب المشروع الصهيوني في سحق الشعوب العربية وربما يلجأون إلى النووي،،،،

 

من يمعن النظر في الواقع يصل إلى نتيجة مفادها، أن أصحاب المشروع الصهيوني لن يستسلموا بسهولة، وخصوصا أن هذا الفكر يسيطر على العالم، فقوته تكمن في السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم، وبالتالي حتى يهزم هذا الفكر الصهيوني الخبيث، لابد أن يكون هناك فكر أقوى منه قادر على هزيمته، فالفكر يهزمه الفكر لأن الرصاصة وحدها لا تهزم الفكر، وإذا هزمت الرصاصة الفكر فتكون هزيمة مؤقتة إذا لم يكن هناك فكر يناهض الفكر.

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد