آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

الشكاؤون البكاؤون ومتلازمة الشوربة والزبادي!


عبدالله المزهر

بداية فإني لا أنكر أن «فكرة» رد وزير التعليم على الاعتراضات التي طالت وزارته بعد إقرار ساعة النشاط الإضافية عبر مقال صحفي فكرة جميلة ومشكورة.

أما ما جاء في المقال نفسه فهو مما يؤخذ منه ويرد إلا إن كان معالي الوزير وفقه الله يعتقد أنه ممن لا يرد عليه. ولا أظنه يعتقد مثل هذا الاعتقاد.

وأظن أن هنالك لبسا ما في الموضوع بين الاعتراضات وبين تبرير الوزير في مقاله، فأغلب الاعتراضات ليست على فكرة وجود ساعة للنشاط، وأنا أتحدث عن نفسي بحكم أني أحد «الشكائين البكائين المعترضين» كما وصف الوزير من تحدث عن هذا القرار في مقاله الصحفي.

لكن الاعتراض كان على استعداد المدارس وجاهزيتها لمثل هذه الساعة الإضافية ووجود الكوادر التي ستجعل منها شيئا مفيدا.

وبحكم أني ولي أمر لعدد لا بأس به من الطلاب، فإني أتمنى أن يذهب ابني للمدرسة صباحا ويدرس ويلعب ويتعلم شيئا جديدا ويأكل شيئا مفيدا ولا يعود للمنزل إلا للنوم، وزيادة اليوم الدراسي ليست هي المشكلة، المشكلة أننا «نكاد» نجزم أن هذه الساعة الإضافية تعني فراغا لا معنى له، ولن يفعل الطالب فيه أي شيء، وسيكون مجرد فرصة لطلبات إضافية من الخطاطين والمصممين لعمل أعمال يكون دور الطالب الوحيد فيها هو دفع قيمتها لا أكثر.

فوائد ساعات النشاط التي تحدث الوزير عنها في مقاله معروفة ومتفق عليها، لكن وزارة التعليم بكافة مسمياتها ووزرائها السابقين واللاحقين جعلتنا نعاني من متلازمة «الشوربة والزبادي». فكثير من القرارات والتعديلات والأنظمة لم تكن سوى تجارب لم ينجح منها شيء.

وتطبيق أفكار لا تصلح إلا في بضع مدارس نموذجية على جميع مدارس المملكة أمر قد يعني أن المسؤولين في الوزارة لا يعرفون مدارسهم.

وعلى أي حال..

نحن معاشر المواطنين نشد على يد الوزير، ونتمنى أن ترى أفكاره النور، ولكننا نتمنى عليه أمرين، الأول أن يضع الحصان أمام العربة، لأن وجوده خلفها يعني أن الاثنين معطلان رغم الميزانية التي صرفت على شراء الحصان وصنع العربة.

والأمر الآخر أنه كوزير للتعليم يفترض أن يكون قدوة في تقبل النقد، وسعة الصدر وعدم وصف المخالفين لقراراته بأنهم شكاؤون بكاؤون معترضون عملاء لحسابات تدار من الخارج، فالأمر لا يستدعي كل هذه الاتهامات.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/08/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد