آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فواز عزيز
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

رب شاورما خير من نانو!

 

فواز عزيز

• في هذه الحياة لا تسير الأمور حسب الخطط والدراسات والطموحات -في كثير من الأحيان- حتى لو كانت خططا مدروسة وطبقتها بجد واجتهاد!

• ليس هذا من الخيال بل من واقع معاش يحوي كثيرا من القصص التي تثبت بأنه «رب هاشتاق خير من ألف شهادة»، ومنها قصة نورة الغامدي بائعة الشاورما بمؤهلات ماجستير في «النانو» التي حصلت على وظيفة في جامعة سعودية مؤخرا؛ لأنها كانت حديث الناس كونها عائدة من الابتعاث بتخصص نادر ولم تجد وظيفة، فلجأت بشجاعة إلى عمل تطلب الرزق منه بلا خجل، فبقدرة قادر تحول تخصص هذه الفتاة إلى مرغوب في جامعاتنا، وانهالت عليها العروض كما جاء في تقرير أخبار MBC، وأصبحت كل شروط التوظيف تنطبق عليها وأصبحت تستحق الوظيفة، وهي حقا تستحقها، حتى قبل أن تكون بائعة شاورما على الكورنيش؛ والسؤال هنا ما الذي تغير في نظر مسؤولي التوظيف في الجامعات؟ أم أنه لم يكن لديهم نظر قبل أن يروها تبيع الشاورما مضطرة بعدما رفضوا توظيفها والاستفادة من تخصصها، رغم أنهم يحتاجونها أكثر من حاجتها لهم؟

• حين كانت نورة الغامدي بائعة للشاورما قالت بألم «أي رحلة في الحياة تبدأ من الهبوط إلى الصعود، بخلاف رحلتي، بدأت من النانو إلى الشاورما»!

• كم نورة بيننا لم يرها الإعلام؟ وكم فتاة بيننا تحمل شهادات تستحق بها وظيفة لم تجدها، وليست بشجاعة نورة لتبيع الشاورما على الكورنيش؟

• حين تسمع كلام مسؤولي الجامعة التي عينت بائعة الشاورما، وهم يقولون صراحة بأن الشروط والمعايير تنطبق على بائعة الشاورما لتنال وظيفة في الجامعة، حين تسمع هذا الكلام تسأل نفسك: ولماذا الجامعات التي تقدم عليها نورة لم تكتشف ذلك قبل أن تصبح بائعة شاورما وتمسي حديث الإعلام والناس؟

• قرأت مرة تصريحا لمدير جامعة سعودية يرفض اتهام الجامعات السعودية بالتهافت على الأجانب، وينفي وضعها «شروطا تعجيزية» للسعوديين والسعوديات، وليست المصيبة في هذا الجزء من التصريح، بل المصيبة أنه يقول «لا يوجد شبح بطالة بالنسبة لحملة الشهادات العليا، فغالبيتهم موظفون، ورصدت وزارة التعليم أسباب رفض توظيفهم في الجامعات، وثبت أن 95% منهم يحملون تخصصات نظرية في التربية وطرق التدريس، والتي تشبعت الجامعات منها»، طيب الـ 5% الباقون؟

• وليت معالي المدير وضع كشفا بأسماء ودول من استقدمتهم جامعته في تخصصات نظرية هذا العام، قبل أن يصرح ويرفض وينفي!

• قصة بائعة الشاورما

نورة الغامدي فخر لها، وعار على الجامعات التي تفرط بأبناء البلد حتى لو كانت تخصصاتهم نادرة وتستقطب أعضاء هيئة تدريس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية سنويا من الخارج!

• انتهت معاناة نورة الغامدي وتوقفت عن بيع الشاورما لتدخل قاعات التدريس، لكن ربما نشاهد الكثير من حملة الشهادات العليا يبيعون الشاورما؛ لعل شروط التوظيف تنطبق عليهم بفضل الشاورما!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/09/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد