آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عامر محسن
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة الاخبار اللبنانية

من كوريا إلى الصهيونية: عن موقفك كمرآة


عامر محسن

في وسعك أن تُقارب مسألة بعيدةً عنك ولا يوجد بينك وبينها ارتباطٌ مباشر، أو أن «تخلقها في وعيك»، بأكثر من شكل. فلنأخذ كوريا مثالاً. من الممكن أن تنظر إلى كوريا الشمالية على أنّها أساساً بلدٌ وشعبٌ، وناسٌ مثلك؛ تتماهى معهم لأسباب إنسانية أو لأنّهم يعانون ويُقاسون أو لأنك تراهم مهددين ومضطهدين (ومن ير الموضوع من هذه الزاوية، يُجمع عادةً على رفض العقوبات والحصار ضدّ البلد، ولو كان يُعادي النظام الكوري ويطالب بتغييره).

من الممكن أيضاً أن تنظر إلى القضية الكورية حصراً كقضيّة علاقات دوليّة: حكومتان تتنازعان وتقدّمان حججاً في القانون وخارجه، وأنظمة لها مصالح وأهداف تحاول فرض منطقها في لعبة القوة. أخيراً، في وسعك أيضاً أن ترى المسألة بأكملها على أنّها «رمز»، بالمعنى الايجابي أو السلبي، فتختزل كوريا في عنوانٍ عريض يختصر ما تراه فيها («النّظام»، «العداء للامبريالية»، خطر الحرب النووية، الخ)، فتكون كوريا «واسطة» للتعبير عن اصطفافاتك ومخاوفك ونظرتك إلى العالم. ما يحدث في هذه الحالة، إذاً، لا يقتصر على مصادرة للوقائع والتاريخ ــــ إذ تصبح تفاصيل و«خلفية» أمام الرمز الطاغي ــــ فكلّ تمثيل لقضيّة عامة، بعيدة، ينضوي على «مصادرة» ما. الأهمّ هو أنّك، هنا، لست تتكلّم على كوريا وقضيتها وحالها، بل تتكلّم حصراً عن نفسك، وتعبّر عن هويّتك أنت وانحيازاتك.

في هذا الإطار، ومع اشتداد التوتّرات في شبه الجزيرة الكوريّة، قام موقع «ذا انترسبت» بنشر «نظرة من الداخل» عن كوريا الشمالية، عبر مقابلة مطوّلة مع كاتبة أميركية أمضت سنوات في بيونغ يانغ وهي تدرّس أبناء النخبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا. حتّى نفهم، بداية، المنظار أو العدسة التي يتمّ من خلالها تقديم البلد، يشرح الموقع أنّ الكاتبة سوكي كيم هي أميركية من أصل كوري جنوبي، ذهبت إلى بيونغ يانغ بدعوى تعليم الانكليزية للطلّاب، ولكنّها في الحقيقة، يقول «ذا انترسبت» في تقديمه، كانت «في مهمة متخفية»، تهدف إلى جمع المعلومات وإجراء تحقيقاتٍ داخل كوريا خفيةً عن كلّ من يحيط بها. كانت المقابلة غريبةً، انزلق فيها المحاوران إلى نوعٍ من التحليل النفسي للشعب الكوري، وتشخيص المرض أو الانحراف الجماعي الذي يدفعه إلى حمل نظرةٍ للعالم تغاير «نظرتنا» بشكلٍ جذري. تقول كيم إن تلامذتها كانوا أذكياء ولبقين وجادّين ويعاملونها بحبٍ واحترام، ولكنّها تصفهم بأنّهم يعيشون «في حالة هذيان»، بسبب نظرتهم إلى السياسة والنظام، وتقول في كتابها «لم أتمكن سوى من التفكير بأن تلامذتي... هم مجانين».

تشرح كيم أن الكثير من الكوريين الذين يحاورون الأجانب هم مثقفون و«قادرون على الكلام على مستواك» (!)، ولكنها تضيف أنهم «تربوا على التفكير بشكلٍ مختلف، الواقع لديهم مشوّه». ثم تسمّي كوريا الشمالية «أرضاً من الكذب». المسألة الأخرى التي تركّز عليها كيم وهي ــــ على ما يبدو ــــ أثارت خيبتها وخيبة كاتب المحاور، تتلخّص في أنّ أبناء النخبة الحاكمة، بعد سبعين عاماً وثلاثة أجيال، لم يتحوّلوا إلى الفساد والكلبيّة وملاحقة الامتيازات كما توقّعت، بل هم مقتنعون بالكامل بمبادىء النّظام، ولا ينالون أية امتيازات تفرّقهم عن غيرهم، على حدّ قول كيم. تُضيف أن أكثرهم قد عمل في مزارع جماعية وكان يُمنع عليهم ــــ كباقي الطلّاب ــــ الاتصال بأهلهم أو اللقاء بهم خلال فترة الدراسة، ولم يزر أحدٌ منهم في حياته ــــ مثلاً ــــ جبال كوريا ومنتجعاتها. لهذا السّبب، ومع اختبارها لهذه الصلابة الأيديولوجية، قرّرت كيم أنّ كوريا «حالةٌ ميؤوس منها»، وأنّه لا يمكنك أن تعقد أيّ تفرقةٍ بين الشّعب والنّظام: «هؤلاء الرجال هم بلطجيّة، كيم جونغ ايل وكلّ الباقين. هذا هو ذوقهم وقد تحوّل إلى ذوق البلد» (بالمقابل، وعلى طول الحوار الممتدّ في مواضيع علم النفس والأيديولوجيا والاستشراق، لم تذكر كيم ولا المحاور ــــ ولو بجملةٍ واحدة ــــ الحصار والعقوبات وتأثيرها على الناس هناك).

العالم يتذكّر الحرب الكوريّة وأهوالها، ويعتبر أنّها كانت مفصليّة في تشكيل نظرة الكوريين إلى أنفسهم والى أميركا. ولكن، في الذاكرة الكورية الشماليّة، فإنّ قصّة المظلوميّة لها مرحلتان، يتمّ وضعهما على قدر المساواة: الحرب الكورية التي ذهب ضحيتها خُمس سكّان شبه الجزيرة، و«المسيرة المضنية»، أي مرحلة الحصار والمجاعة التي امتدّت من أواسط التسعينيات وحتّى بداية الألفية، ولم يتعافَ البلد من آثارها إلى اليوم. رغم افتقار شمال كوريا إلى السهول الزراعية الواسعة، وتركّز الأرض المنتجة في مناطق محدودة في غرب وجنوب غرب البلاد، فإنّ الإنتاج الزراعي الكوري كان يكفي حاجة السكّان من المواد الأساسية. حتّى أواخر الثمانينيات، كانت كوريا الشمالية تنتج، مثلاً، أكثر من ثمانية ملايين طن من الحبوب (مقابل استهلاكٍ يقارب الخمسة ملايين طن). ولكنّ هذا الإنتاج الكثيف في أراضٍ محدودة كان يعتمد على استخدام الطاقة والوقود والمضخّات والأسمدة. لهذا السّبب، لم يعد الإنتاج الكوري إلى اليوم، بعد ما يقارب العقدين على فيضانات عام 1995 التي دمّرت ثلث البلاد، إلى أكثر من نصف مستواه السابق، طالما أن المكننة غائبة والأسمدة محدودة؛ فتظلّ البلاد، هكذا، باستمرارٍ على حافّة الجّوع (الخطة الأميركية الآن، التي يجري الترويج لها مع الصين وروسيا، هي في قطع أمدادات الوقود بالكامل عن كوريا، حتى تنهار هذه القطاعات كلّها ويشلّ الإنتاج).

«الحليف الراديكالي»

هذه الحال هي ما يجعل «التحدّي النووي» الكوري، وقدرة بيونغ يانغ على بناء «درع» نووي في فترةٍ قصيرة، أمراً مدهشاً و«عقلانياً» في آن. لا يخفي الخبراء الأميركيون أنهم لم يتوقّعوا أن تجتمع لدى كوريا، بهذا الشكل السريع، أسلحة نووية متقدّمة، وبأحجامٍ صغيرة، إضافة إلى أكثر من صاروخٍ ووسيلة لإيصال هذه الأسلحة لمسافات بعيدة. بل إنّ موقعاً متخصّصاً تابعاً لكلية «سايس» في واشنطن يشير إلى أنّ الكوريين قد طوّروا ــــ إضافةً إلى المحركات اللازمة لدفع صواريخٍ بعيدة المدى ــــ وسائل صناعيّة متقدّمة لبناء هيكل الصاروخ وحاويات الوقود تعتمد على مواد مركّبة، أقلّ وزناً وأكثر فعالية من المعادن التقليدية، وهي تسمح بزيادة مدى هذه الأسلحة وحمولتها (وقد أظهرت صورٌ رسمية الآلات التي «تنسج» هذه المواد، على شكل أليافٍ، في خطّ إنتاج الصواريخ). بل، يضيف الموقع، فإن التجربة الصاروخية الأخيرة قد تشير إلى أنّ كوريا قد طوّرت تقنيّة جديدة، خطيرة، لصواريخها العابرة للقارات، تدعى «مركبة ما بعد الدّفع» (post-boost vehicle) ومختصرها أنّ الرأس الحربي، بعد أن ينفد الوقود من الصاروخ وينفصل عنه، يكون مجهّزاً بنفّاثاتٍ تزيد من تسارعه بعد نهاية مرحلة الدفع الأصلية. يقول خبراء «سايس» إنّ هذه التقنية توصلت إليها دولٌ قليلة، بينها فرنسا والصين، وهي تعني زيادة مدى الرأس الحربي، وارتفاع دقّته و ــــ وهذا أهمّ ــــ أنّه يملك إمكانية المناورة وتضليل أنظمة الدفاع المضادّة التي تعتمد على التنبوء بمسار الصاروخ وانتقاء «نقطة اعتراض» على هذا الأساس (فيكون الصّاروخ على طول مساره موجّهاً إلى مدينة سياتل، مثلاً، ثمّ ينحرف الرأس الحربي بعد الانفصال ويتّجه إلى سان فرانسيسكو).

التركيز على هذه التقنيات «عقلاني» لأنّ كوريا الشمالية، كما أسلفنا، لا أمل لها في هزيمة أميركا وكوريا الجنوبية في حربٍ تقليديّة، أو حتّى منع الاعتداء عليها، فيما النووي يساوي بين الجميع. وضعت كوريا الشمالية كل مواردها العسكرية في مجالاتٍ محددة، منها السلاح الذري والصواريخ، وانسحبت من المنافسة في المجال التقليدي المكلف (كسلاح الجو والمدرعات)، وهنا كان الرّهان. إضافة إلى هذه الأسلحة «الشهيرة»، فإنّ كوريا قد عملت مؤخّراً على إنتاج نظام دفاعٍ جوّيّ متقدّمٍ، يشابه نظام «اس ــــ 300» الرّوسي وبرادارٍ حديثٍ وصواريخ بعيدة المدى. تمّ إظهار هذا السّلاح للمرة الأولى عام 2012، ولكنه لم يدخل الإنتاج ــــ بحسب السلطات الكورية ــــ حتى هذه السّنة. نظامٌ كهذا، لو تمّ إنتاجه ونشره على نطاقٍ واسع، قد يصعّب جديّاً من مهمّة الحرب الغربية ضدّ كوريا ويجعل من السيطرة الجوية مهمّة مكلفة، بخاصّةٍ وأنّ مزيج الطبيعة والتحصينات يعطي امتيازاً لكوريا الشمالية في الدفاع الجوي ــــ فشمال البلاد ترتفع فيه الجبال المشرفة، التي تكشف جنوب البلاد والبحر بسهولة، وفي ظهرها الصين التي لن يخترق مجالها الجوي الطيران الأميركي في أي حربٍ محتملة.

المسألة هنا هي أنّ حيازة كوريا على سلاحٍ من هذا النّوع لن يكون بلا تأثيرٍ بالنسبة إلى سياقنا العربي. آخر مكانٍ ظهرت فيه أسلحة كورية شمالية حديثة، بالمناسبة، كان قطاع غزّة، حيث تم تصوير صواريخ كورية شمالية مضادّة للدروع في يد مقاتلي «القسّام»؛ وقد أرسلت إليهم كوريا أحدث ما لديها، صاروخ «بولساي ــــ 2». لو انتشر نظام الدفاع الجوي الكوري الشمالي المذكور أعلاه، فإنك قد تجده في إيران أو لبنان أو سوريا خلال أشهر، فيما باقي «الأصدقاء» في العالم، ولو من مستوى الصين وروسيا، لن يبيعوك سلاحاً «خطيراً» كهذا، وسيماطلونك أو يعرضون نسخات قديمة أو يخضعون لضغوط أميركا وإسرائيل، فيما الحليف «الراديكالي» ــــ مثل كوريا ــــ مستعدٌّ لبناء خطوط إنتاجٍ لك لو شئت، بل ومشاركتك التكنولوجيا النووية والصواريخ (وتاريخ بيونغ يانغ معروفٌ في هذا المجال، وبخاصة مع الدول العربية وإيران).

الأوجه الكثيرة للصهيونية

الموقف من قضايا مثل كوريا، وطريقة تعاملنا مع خطاب الهيمنة الرسمي، وتبنينا لما يبرزه وما يخفيه، يعبّر غالباً عن صورتك أنت: موقعك الطبقي والمهني، المكان الذي تعيش فيه، نظرتك إلى العالم، أولوياتك الفرديّة، علاقتك مع القوّة، الخ. وليس غريباً، لهذا السبب، أن تجد هذه الصفات متعامدة مع الموقف السياسي والمصلحة الفردية لدى أكثر النّاس. كما كتب ستيفن سلايطة حين روى تجربته مع الجامعة الأميركية في بيروت (ترجمت «الأخبار» المقال ونشرته منذ أيّام)، فإنّه من الخطأ أن نعتبر الصهيونية أيديولوجيا أثنية، وأن النقاش حولها محدودٌ بالميدان الفلسطيني. الصهيونية والموقف منها، يقول سلايطة، تعبّر اليوم عن شيءٍ أعمق بكثير. الصهيونية تشبه بمعنى ما «روح القوّة» في عالمنا وهي من هنا، يكتب سلايطة، موجودةٌ في بيروت مثلما هي موجودة في نيويورك وتل أبيب. كلّ من يريد أن يتقرّب إلى «القوّة» يشعر بحاجةٍ إلى التطبيع مع الصهيونية، والامتناع عن مواجهتها، ونبذ من يعاديها. لهذا السّبب تكتشف أنّ كلّ من يبني طموحاً فوقياً ويودّ التّماهي مع القوّة الغربية، من حكّام الإمارات إلى بن سلمان إلى زعماء كردستان، يجد طريقه إلى الإسرائيليين. المسألة هنا لا تتعلّق بأرض فلسطين والنّقاش حولها، أو حتّى قدرات إسرائيل وتأثيرها (وهي أكثر تواضعاً مما يعتقد محبّو الصهيونية)، بل بالصهيونية كـ «رمز».

في لبنان، حين يختار مصرفٌ «لبناني» كبير (هو «سوسيته جنرال») دانييل غلايزر، أحد أعتى الصهاينة في أميركا ومسؤول الخزانة السابق الذي لا يمكن فصل شخصه عن مواقفه المتعصّبة لإسرائيل والمعادية للمقاومة، مستشاراً للمصرف ــــ ويفتخر بذلك في بياناتٍ للعموم ــــ فهو يفهم تماماً رمزيّة ما يفعل ولم يوظّف غلايزر من أجل مهاراته القانونيّة. وحين يشقّ مخرجٌ لبناني «طريقه الفنّي» عبر زيارة الكيان الصهيوني والإقامة والعمل فيه، فهو يعبّر عن حساسيّة لما يطلبه العالم الغربي منك كـ«فنّان» (فلنذهب جميعاً إلى فلسطين إذاً، يردّد اللبنانيون الذين أهانهم الفعل، ولنرَ إن كان الكيان سيعطيني ويعطيكم أذناً بالدخول كما فعل مع زياد الدّويري).

الشيء الوحيد الأسوأ من فعل الدويري (ومن أفلامه) هي مواقفه، وهو قد عبّر عن جملةٍ منها قبل أيّامٍ في مقابلة، حين قال إنّه ــــ للأسف ــــ ولد في جوٍّ عروبي ويساري، ولكنّ أميركا شفته من «لوثة» اليسار، ثمّ تصالح مع فكر اليمين اللبناني واكتشف أن بشير الجميّل ــــ على عكس ما كان يقوله له محيطه ــــ كان قائداً عظيماً ووطنيّاً، وهو قرّر ذلك بعد أن استمع إلى خطبه (وهذا يعني أنّ الدويري لديه مشكلة، أمّا في منهجيته البحثيّة، أو في سمعه، أو في أخلاقياته ــــ لو افترضنا أنه تعرّف حقّاً إلى تاريخ بشير الجميّل وأفعاله). الطّريف هنا هو أنّ الدويري زعم بحدّةٍ، بعد توقيفه، أنّه مناصرٌ للقضية الفلسطينيّة وقد «رضعها مع الحليب»، وليس لأحدٍ أن يزايد عليه في هذا الإطار، مستشهداً بماضيه العائلي. عليك هنا أن تختار: أمّا أنّك مع فلسطين أو مع بشير. في المقابلة ذاتها، لا ينسى الدّويري أن يشكر المصرفي أنطوان صحناوي، القريب من «القوّات اللبنانيّة»، لأنّه شجّعه وموّل فيلمه. الصّحناوي، يا للصّدفة، هو المدير العام لمصرف «سوسيته جنرال» المذكور أعلاه وأكبر مالكي أسهمه.

من كوريا إلى الصهيونية والتطبيع، مواقفنا واصطفافاتنا ليست مجرّد مواقف عقليّةٍ من قضايا «حيادية» بالنسبة لنا، بل هي غالباً ما تكون أصدق مرآةٍ عن مصالحك وطبقتك وقيمك، والسياق الذي تنطلق منه. من هنا، لا غرابة في أن تجد عرباً يتآلفون مع معاهدات السّلام والتطبيع مع الصهيونيّة والعمالة لأميركا، ولكنّهم ينكبّون على شتم ابو علي مصطفى في ذكراه (فوقاحتهم وشراستهم، كما قال أحد العارفين، لا تظهر إلّا ضدّ من لا يملك سلطةً ومالاً). ومن الطبيعي أن يحترف عددٌ كبير من «المهنيّين» ــــ من مجال الإعلام والسياسة إلى الثقافة والفنّ ــــ تحقير المقاومة والمقاومين. من يفعل كلّ هذا ليس من الغريب عليه أن يتعامل مع مأساة كوريا عبر السّخرية والتنميط، فيما هو يتماهى مع الصهيونية ويركع لرجعيّات الخليج.

صحيفة الأخبار اللبنانية

أضيف بتاريخ :2017/09/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد