آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سفيان الشوا
عن الكاتب :
محامي فلسطيني من غزة

إيران تدمر إسرائيل ردا على أي حماقة أمريكية أو إسرائيلية ..؟


المحامي سفيان الشوا

القتل والحرب سمة العصر منذ خلق الله الإنسان وكلنا يذكر قصة الأخوين هابيل وقابيل أبناء سيدنا أدم .والولايات المتحدة الأمريكية لم تخرج عن هذا السياق فمنذ اكتشفها كريستوفر كولمبس لم يكتشفها فقط بل قتل هو وعصابته جميع السكان الأصليين والذين أطلقوا عليهم اسم الهنود الحمر .والعداء والكره ضد المسلمين ليس وليد اليوم بل منذ اكتشف ماجيلان جنوب أسيا فعند وصوله إلى الفلبين قام بهدم المسجد الكبير وبنى محله كنيسة فهو ليس مستكشف بل داعية مسيحية ضد المسلمين.هذه هي الحقيقة منذ الأزل حقد وكره ضد الإسلام والمسلمين..فالتاريخ مدرسة لمن يريد أن يتعلم .فلا يختلف الحاضر عن الماضي فهو من رحمه.

عادت إسرائيل تقرع طبول الحرب  سواء وشيكة أو على مرمى حجر فقد نشرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) قبل أيام مقالا للجنرال (عاموس عيدلين) رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يناقش الهجوم العسكري الأمريكي الإسرائيلي ضد إيران. فأن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) من أحفاد كولمبس فهو يعشق القتل والدمار وقد رأيناه وهو يشيطن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة فقد كان في حملته الانتخابية يشن هجوما قاسيا ضد إيران وضد (الاتفاق الذري) الدولي الموقع بين إيران والدول الكبرى 5+1 ويعتبره أسوأ اتفاق بل هدد بتمزيقه  .وفي نفس الوقت كانت إسرائيل خاصة واليهود عامة مثل العسل على قلبه فوعدهم بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى (القدس) أورشليم العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل كما يحلمون أو كما يزعمون.وتزوجت ابنته من اليهودي كتشنر.

يخطيء من يعتقد أن إسرائيل (تجرؤ )على ضرب إيران أو الخوض في معركة ضدها. وهذه عادتها من قديم الزمان مهما هددت وتوعدت فهي لا تعدوا كونها عدوا يهدد ممن لا يملك قوة في الهواء الطلق .فإسرائيل لا تحارب إلا إذا كانت في ركاب أحدى الدول الكبرى وهي الآن ملتصقة بالولايات المتحدة .إسرائيل تخاف من إيران بدون شك بل تعتبرها العدو الأول لها فهي تخشى أن تصل (إيران) إلى صناعة القنبلة الذرية.. فتفقد إسرائيل ميزتها في الشرق الأوسط لأن لديها قنابل ذرية من مفاعل (ديمونة.)

 ومن جهة ثانية فهي تخشى (إيران) التي تهدد بتدمير إسرائيل فكبار المسؤولين الإيرانيين دائما يهددون إسرائيل علنا  فأن( الإمام الخميني) رحمه الله  وصف أمريكا بالشيطان الأكبر وإسرائيل بالشيطان الأصغر ..ثم أن الرئيس الإيراني السابق السيد( أحمدي نجاد) قال:- لماذا لا يأخذ الغرب اليهود إلي بلادهم بدلا من فلسطين..؟ وقال على إسرائيل أن تختفي من وجه الأرض.

لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة على تهديد إسرائيل بتوجيه ضربة جوية إلى إيران لتدمير مفاعلاتها النووية.وهي أضعف من ذلك . بل هو تحريض  الولايات المتحدة إلى ضرب المفاعلات النووية الإيرانية لعدة أسباب معروفة .

ولكن طبيعة الرئيس (دونالد ترمب) مهيأة للحرب إضافة إلى ما ذكره رئيس وزراء بريطانيا من أن (انجلترا) مستعدة للمشاركة في أي حرب ضد (إيران) إذا طلبت الولايات المتحدة منها ذلك.إضافة إلى أن هناك في الكونجرس غالبية من الأعضاء الجمهوريين وشهيتهم مفتوحة لتنفيذ رغبة إسرائيل مما يسهل قرار الرئيس( ترمب).الذي يرغب في وقف نفوذ إيران في الشرق الأوسط وإعادتها إلى حدودها تلبية لطلب حلفاء أمريكا العرب.

إلا أن كبار المحللين العسكريين في الولايات المتحدة وفي بريطانيا يؤكدون أن إسرائيل أضعف من القيام بأي هجوم على إيران وهي لا تملك الوسائل اللازمة لمواجهة إيران في أي حرب .

لكنهم تنفيذا لرغبة (ترمب) الجنونية إذا أصر على عدائه إلى إيران وإلى حزب الله..  يفضل كبار المستشارين العسكريين أن تكون الضربة الأمريكية ليست شاملة.. بحيث لا تتعرض للنظام الإيراني. خلافا لطلب (نتنياهو) الذي يقول دائما أن إيران تريد تدمير إسرائيل فيجب أن توجه أمريكا  ضربة قوية ..تقضي على المفاعلات النووية الإيرانية التي تؤرق إسرائيل.أي تستهدف مواقع كثيرة في إيران أهمها المفاعلات النووية :- لتدميرها أو قصفها لتعطيلها على الأقل  وهي:- المفاعلات النووية وملحقاتها خاصة وأن الخبراء الإيرانيين أذكياء فلم ينشؤا مفاعلا نوويا واحدا بل أكثر من مفاعل وجعلوها في الجبال تحت الأرض وتذكروا كيف ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي سنة 1981و المفاعل السوري سنة 2007.

وأهم المفاعلات الايرانية هي:- مفاعل( ناتانز) و لتخصيب اليورانيوم ويقع شمال طهران ومفاعل( فوردو) لإنتاج الماء الثقيل قرب مدينة قم.. ومفاعل( أراك)لتحويل اليورانيوم قرب مدينة أصفهان ومفاعل (نطنز)لتخصيب اليوارانيوم. إضافة إلي عدة مفاعلات أخرى .المهم أن إيران أنشأت عدة مفاعلات وزيادة في المحافظة على أمنها وسلامتها أنشأتها في الجبال تحت الأرض .

ولكن يبقى السؤال المهم في هذا الضباب حول الحرب بين إيران وأمريكا وإسرائيل( فنتنياهو) يصرخ كل يوم و(ترمب) يحاول التهدئة إلا أنه في نفس الوقت يرغب في رؤية الدماء بل انه يرغب في الحرب بالرغم من النتائج الكارثية عليه . وإزاء هذه الرغبة الجامحة في الحرب فمن يجرؤ على القيام بها  إسرائيل أو أمريكا..؟

يقول شلومو بروم الخبير العسكري الإسرائيلي في شؤون الطيران الطائرات الحربية الإسرائيلية أف 15ايه واف 16 أيه تؤدي مهمتها بسرعة وبدقة متناهية قبل ان تتحرك قوات الدفاع الجوي الإيرانية  وتدمر المفاعلات النووية الإيرانية مثلما دمرت المفاعل النووي العراقي والمفاعل النووي السوري.

ولكن السيد( ديفيد ديبولتا)رئيس استخبارات سلاح الجو الأمريكي يقول :-هناك فرق كبير بين المنشات النووية الإيرانية التي تنتشر على مساحات واسعة وبين نظيراتها( السورية والعراقية) التي كانت فوق سطح الأرض..ويضيف ديبولتا :-المشكلة الأساسية التي تواجه الطائرات الإسرائيلية هي بعد المسافة فالمنشات الإيرانية تبعد عن إسرائيل حوالي 1500 كلم وبالتالي بعيدة عن الطائرات مقاتلة.أي أنها بحاجة إلى التزود بالوقود في الجو وهذا غير متوفر لدى إسرائيل مما يعني لا مجال لقوات سلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ هذه المهمة.

تبقى فرصة الولايات المتحدة فهي الأفضل لتنفيذ المهمة:-

الغريب أن الولايات المتحدة تحث (إسرائيل )على ضبط النفس بينما واشنطن ترغب بتوجيه ضربة جوية إلى طهران.فحاملات الطائرات الأمريكية تلغي بعد المسافة وسلاح الجو الأمريكي يملك صواريخ وطائرات أكثر مما يحتاجونه إضافة إلي امتلاك أمريكا قنابل الأعماق وهذا يظهر السيناريو كما يقول الجنرال( ديفيد ديبتولا).

إن المشكلة التي تواجه( ترمب) هي :- هل الضربة الجوية التي يفكر بها قوية أو خفيفة..؟الخبير العسكري (مالكوم تشالمرز) مستشار الحكومة البريطانية.. يرى أن الضربة الخفيفة يجعل القيادة الإيرانية ستحاول تجنب التصعيد والبحث عن الحد الأدنى من الانتقام .لكن الهجوم القوي ستكون له عواقب كارثية ..لأنه من الصعب على إيران أن تكتفي بانتقام محدود.

أما الرد الإيراني العنيف فسوف يكون مئات بل آلاف الصواريخ لتدمير إسرائيل.. وتدمير القواعد الأمريكية.. المنتشرة في الخليج وإغلاق (مضيق هرمز) وبالتالي منع 20% من النفط العالمي وربما احتلال دول الخليج الموالية لأمريكا.. واستعمال الأسطول البحري.. سواء الغواصات أو الزوارق السريعة.ولا ننسى الرد السريع من حلفاء إيران مثل (حزب الله) في لبنان وحماس) في( غزة) .

هذا يجعلنا على ثقة من استحالة مثل هذه الحماقة من ترمب أو نتنياهو..!

صحية رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/09/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد