آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هشام الهبيشان
عن الكاتب :
كاتب وناشط سياسي – الأردن

معركة تحرير الميادين والبوكمال.. مالها وما عليها!؟


هشام الهبيشان

تزامناً مع العمليات العسكرية  الكبرى التي تقودها قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري وبدعم جوي سوري – روسي  والهادفة لـ تحرير مدينة الميادين الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، هذه العمليات بمجموعها تسير وفق خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير  مناطق واسعة من محافظة دير الزور بمجموعها من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومحدّدة يتم استأصلها وفق أولويات الميدان العسكري، وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش التحضيرية  لمعارك تحرير  دير الزور ، فقد بدأ العمل فعلياً لنقل زخم عمليات الجيش العسكرية من الريف الجنوبي  نحو مناطق أوسع من الريف الشرقي والجنوبي الشرقي إلى الميادين والبوكمال ، بعد الانتهاء من حسم معركته في أجزاء واسعة من ريف حمص الشرقي ، استعداداً لإطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير بعض المناطق الإستراتيجية شرق سورية ،والتي بدأت توضع على سلم الأولويات.

هذه العمليات المستمرة للجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وإسناد الطيران الحربي السوري والروسي ،تستهدف تحقيق مجموعة أهداف رئيسية ، قد يكون أبرزها هو تطهير مدينتي الميادين والبوكمال من إرهابيي تنظيم داعش ،بعد أن تحول الريف الشرقي إلى نقطة وقاعدة تجمع لإرهابيي التنظيم وخصوصاً الفارين من معارك الرقة ، بالإضافة إلى مجموعة أهداف أخرى ومن جملتها قطع الطريق على خطط الأمريكي الهادفة إلى خلط الأوراق بمعادلة معركة دير الزور عبر الزج بمليشيا قوات سورية الديمقراطية لتكون لاعب رئيسي بمعركة دير الزور ولفرض وجود أمريكي بأطراف دير الزور وخصوصاً بمناطق تواجد حقول النفط والغاز .

هنا ،وبهذه المرحلة ، والتي أصبح بها الجيش العربي السوري والحلفاء على بعد كيلو مترات معدودة  من مدينة الميادين ، يمكن القول أن الجيش العربي السوري  قد بدأ فعلياً بتفعيل مجموعة خطط إستراتيجية لتحرير المدينة الإستراتيجية ، فتحرير المدينة يعني فعلياً بدأ مسار جديد لمعركة تحرير محافظة دير الزور بمجموعها ، فالميادين تقريباً تتوسط محافظة دير الزور ، وتحريرها سيؤدي حتماً لتشتيت قوى وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي ، وحصر وعزل هذه القوى والتجمعات بمناطق محددة سيتم التعامل معها وفق الخطط العسكرية ، وهذا الحصر والعزل سيسهل على الجيش العربي السوري والحلفاء بمرحلة لاحقة ” قريبة جداً ” التقدم باتجاه العمق الاستراتيجي للريف الشرقي لدير الزور ” البوكمال – أكبر معاقل داعش في الريف الشرقي  ” ، وسيسهل حتماً معركة تحرير بعض إحياء  مدينة دير الزور ،لأن تحرير الميادين سيعزل مدينة دير الزور عن عمق الريف الشرقي ” المعقل الأكبر لداعش “.

 وهنا وليس بعيداً عن معركة  الميادين وعن مجمل معركة تحرير محافظة دير الزور ، فمعركة الريف الشرقي  للمحافظة تعني الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالأمريكان المنغمسون بالحرب على سورية لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة وخصوصاً أن الأنظار بمجموعها بدأت تتجه إلى البوكمال ، وقد تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث الحدود العراقية – السورية وصولاً لعمليات الجيش والحلفاء بعمق ريف دير الزور الشرقي، فحديث السوريين وحلفائهم عن بداية  معركة الريف الشرقي لـ دير الزور، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم ، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق  ريف دير الزور الشرقي وعلى مراحل  وصولاً  إلى ما بعد الميادين والعين على البوكمال والحدود العراقية – السورية شرقاً، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب من الأمريكي لمسار معركة ما بعد  الميادين .

ختاماً ، هنا يجب التنويه إن تحرير الريف الشرقي لدير الزور ،ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لوقت وعمل طويل نوعاً ما فـ تنظيم داعش سيقاتل باستماتة بعموم مناطق الريف الشرقي المرتبط بصحراء بادية الأنبار العراقية والتي مازال التنظيم يسيطر على أجزاء واسعة منها بالإضافة إلى أن الأمريكي سيحاول حتماً إعاقة تقدم الجيش العربي السوري نحو البوكمال “تحديداً” وذرائعة جاهزة ومنها الملف الإنساني والمدنيين ،وهذا ما تدركه القيادة العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤها ،ولكن هذا التحرير ومهما طالت مسارات عمله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية ،وتحرير البوكمال تحديداً سيكون له تداعيات كبرى على الأرض، ومن المتوقع أن يشكل وفق نتائجه المنتظرة انعطافة كبيرة اتجاه وضع حد للحرب على سورية.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد