آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
معن حمية
عن الكاتب :
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اتهام دمشق بحادثة خان شيخون محاولة معادلة الذرائع بانتصارات الجيش


معن حمية

ثغرات وتناقضات، وفبركة أدلّة وتلاعب في المعلومات، انطوى عليها تقرير آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة خان شيخون، الذي استند إلى أدلة وعيّنات قدّمتها جبهة النصرة الإرهابية عبر تركيا، وهي الجهة التي أعدّت مسرح الحادثة.

خلال مناقشة التقرير في مجلس الأمن الدولي والردّ عليه، بيّن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، الثغرات والتناقضات والأدلة المفبركة، وخلص إلى رفضه واعتباره غير حيادي ولا مهني. والموقف ذاته اتخذه نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف الذي أكد أنّ التقرير من «دون تغيير شامل فيه سيصبح أداة لتصفية الحسابات مع السلطات السورية».

الردّ السوري، بما تضمّنه من كشف للمغالطات والأدلة المفبركة، كان كافياً لتعرية تقرير آلية التحقيق، وهذا ما أربك مندوبي الدول التي تدعم التقرير بالصيغة التي صدر فيها، وفي مقدّمهم مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي التي طالبت بـ «تجديد تفويض التحقيق الدولي».

حالة الإرباك والتخبّط على مستوى مندوبي الدول الغربية، استدعت بياناً مشتركاً من وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يطالب مجلس الأمن الدولي بتمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة. غير أنّ الخارجية الروسية، سارعت إلى التأكيد بلسان مدير قسم شؤون منع انتشار الأسلحة الكيميائية في الوزارة، ميخائيل أوليانوف، بأنّ الاستنتاجات، التي توصّلت إليها آلية التحقيق المشتركة في حادث خان شيخون، مغرضة ومسيّسة، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى تمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة «بشكلها الحالي وبكلّ عيوبها».

إذاً بين السعي الغربي لتمديد مهمة آلية التحقيق، والرفض الروسي المستند إلى عيوب الآلية بشكلها الحالي، برز موقف لرئيس الآلية إدمون موليت أشار فيه إلى وجود تسييس في التحقيق، مؤكداً أنّ بعثة التحقيق المشتركة تعرّضت لضغوط من ممثلي دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي. وقال: «للأسف، يجب عليّ القول إنه يوجد تسييس كبير في هذا الموضوع وهو أمر لا يجوز».

وعليه، فإنّ رفض كلّ من موسكو ودمشق للتقرير، وإشارة موليت إلى وجود تسييس في التحقيق، تطوّر من شأنه تعطيل مفاعيل اتهام واشنطن وحلفائها لدمشق باستخدام الكيماوي في خان شيخون، غير أنّ هذه المحاولات لن تتوقف، بل ستأخذ منحى تصاعدياً، لأنّ الإدارة الأميركية تريد ذرائع تستخدمها ضدّ سورية، سعياً وراء معادلة هذه الذرائع بالانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه، خصوصاً أنّ واشنطن باتت تدرك أنّ الجيش السوري وحلفاءه عازمون على استكمال عملية التحرير وطرد الإرهاب… وأنّ ما بعد تحرير البوكمال الاستراتيجية، ستكون الرقة على خارطة التحرير، لتفقد أميركا أهم أوراقها في سورية.

صحيفة البناء.

أضيف بتاريخ :2017/11/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد