آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

أي حرب هذه التي يخوضها التحالف الدولي؟


د. نبيل نايلي

“أنظروا ما يجري، بدلا من تطهير الرقة من داعش قام الأمريكيون بدعم خروج المسلّحين من هناك مع سلاحهم في قافلة تضم 50 شاحنة كبيرة و10 منها محمّلة بالسّلاح الثقيل. لقد قلنا لأمريكا، لا يجوز أن يقوم بعض الإرهابيين بالتخلّص من إرهابيين آخرين. ذلك لا يليق بالدول الكبرى التي تقاتل الإرهاب.  رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.

نشرت وزارة الدفاع الروسية “صورا التقطتها طائرات روسية دون طيار في 9 نوفمبر الجاري، تظهر أرتالا تابعة لتنظيم داعش بطول “كيلومترات”، بصدد الانسحاب” من مدينة البوكمال باتجاه معبر وادي السبحة على الحدود السورية-العراقية.

الوزارة الروسية أكدت أيضا أنّ “قيادة القوات الروسية في سوريا اقترحت على التحالف مرّتين إجراء عمليات مشتركة للقضاء على قوافل تنظيم داعش المنسحبة في الضفة الشرقية لنهر الفرات، إلا أن الأمريكيين رفضوا بشكل قاطع قصف الدواعش بدعوى أنهم بصدد تسليم أنفسهم وبالتالي تنطبق عليهم أحكام معاهدة جنيف بشأن أسرى الحرب”!

ذات “أسرى الحرب” هم من عمدوا إلى إعادة السيطرة على المدينة من جديد بعد هجومهم بعدة سيارات مفخّخة على نقاط تابعة للجيش السوري! أسرى حرب؟ ومعاهدة جينيف؟ ثم يحدثوننا بعدها عن “تحالف دولي” فاق السبعين دولة لهزم التنظيم ودحره!؟

بيان الوزارة لفت أيضا إلى أنه “كان من المخطّط أن تتشكّل هذه السلطات المزعوم سيطرتها على المدينة، من عناصر داعش المموّهين بألوان “قوات سوريا الديمقراطية”، والدليل على ذلك أعلام تستخدمها “قسد” تم العثور عليها في البوكمال”!

“الصفقات السرية” الأخرى التي سمحت لمئات من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” وعائلاتهم بالخروج من الرقة تحت أنظار التحالف الأمريكي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، شجبها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، صارخا مستنكرا: “أنظروا ما يجري، بدلا من تطهير الرقة من داعش قام الأمريكيون بدعم خروج المسلّحين من هناك مع سلاحهم في قافلة تضم 50 شاحنة كبيرة و10 منها محمّلة بالسّلاح الثقيل. لقد قلنا لأمريكا، لا يجوز أن يقوم بعض الإرهابيين بالتخلّص من إرهابيين آخرين. ذلك لا يليق بالدول الكبرى التي تقاتل الإرهاب.  من يعرف الآن أين هؤلاء المسلّحين وأين سيظهرون مع سلاحهم ضد المدنيين، ربما في تركيا أو في أوروبا أو في أمريكا أو في كل العالم . هم يعتبرون أنه من الأفضل أن يتخلّصوا من هذا الصّداع وليبتعد عنهم قدر الإمكان”.

صداع لا يهمّ إذا عاد هؤلاء إلى سوريا أو العراق ليستكملوا مهماتهم القذرة!!

حين تحدث بعضهم عن “عملية إنزال جوي في الريف الغربي لمحافظة دير الزور السورية، وسط وسحب عناصر من تنظيم داعش في المنطقة ونقل لعناصر ولزعماء من التنظيم، وأن مصادر محلّية أكّدت أنّ “العملية تمت قرابة الساعة الــ5 عصرا، وقد نفذتها 3 مروحيات في منطقة السوح جنوب غرب بلدة المسرب بـ 10 كم، بالقرب من الطريق الدولية”، وأنّ “قوات التحالف الدولي، نفذت عملية إنزال جنوب منجم الملح بريف دير الزور الغربي، وتمكنت خلالها من سحب عنصرين اثنين من تنظيم داعش مع عائلاتهم من جنسيات أوروبية”، أعتبر ذلك محض هذيان!

وحين كشف جنرالات عراقيون عمّا يزيد عن 20 عملية موثّقة لتزويد عناصر التنظيم بالعتاد والمؤونة وعن تلكؤ في تزويد الجيش العراقي بالأسلحة الموعودة لمحاربته، قيل إنها مجرّد تأويلات واتهامات لها علاقة بالبوباغندا والرواية العراقية والروسية!

الصور التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية هي ذات الصور التي كانت نشرتها لتوثق عمليات التهريب التي كانت تتولاّها تركيا لسرقة صهاريج النفط في تعامل فاضح وتسويق للنفط السوري الذي كان يهرّبه ويبيعه تنظيم داعش، وسُفّهت يومها وأعتبر محض ادعاءات ولا أحد كلّف نفسه مجرّد التحقيق، حتى ثبت تعامل القوى التي صمّت آذاننا بأخبار استراتيجياتها في حربها ضد التنظيم، ذات التنظيم الذي يعامل وفق تعاليم معاهدة جنيف”! وك”أسرى حرب”!! وهم من أوغلوا في الدم والشرف السوري والعراقي، معاملة لم يحض بها جنود الجيش السوري!

عن أي حرب يحدثنا هذا التحالف الدولي في ظل هكذا ممارسات؟ وما المقصود باستراتيجية “ما بعد داعش”، خصوصا أنّ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد «أننا ندرك أن الإجراء الأكثر فعالية ضد هذه الجماعات هو العمل المحلّي… هو تمكين هذه التحالفات المحلّية من مواجهة هذا التحدّي»! وأنّ المبعوث الأميركي الخاص في الحرب ضد «داعش» بريت ماكغورك، كان قد صرّح “يمكنكم حقاً الحصول على الشعور بالزخم الذي يُبنى حقّاً الآن… لدينا دورات تدريبية لقوات سوريا الديمقراطية، ونجري لهم تدريبات كاملة، ولدينا المزيد من المجنّدين أكثر من قدرتنا على التدريب. لذلك، هو نوع من الزخم الإيجابي”؟!!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد