التقارير

تقرير خاص: لماذا لم يتماهى الكيان الإسرائيلي مع التصعيد السعودي ضد #لبنان؟

 

مالك ضاهر ..

برز مؤخرا الحديث عن احتمالات قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي بحرب على لبنان لاستهداف المقاومة انطلاقا من التحريض السعودي على حزب الله، حتى وصلت التسريبات والتحليلات أن السعوديين يضغطون باتجاه دفع "إسرائيل" لشن حرب على لبنان عبر دفعهم الأموال الطائلة لذلك بما فيها تمويل العمليات العسكرية وتغطية كلفتها والتعويض عن أي خسائر محتملة فيها، بالإضافة إلى إمكانية دفع "رشوة" على شكل هدية للمسؤولين الإسرائيليين ولخزينة الكيان.

وتؤكد المعلومات أن السعوديين يحاولون الترويج لهذا السيناريو لدى الإدارة الأمريكية وإقناعها بضرورة الحرب على حزب الله، عبر الاستفادة من العلاقات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر صهره جاريد كوشنير وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

 

محاولات سعودية لإقناع تل أبيب بالاعتداء على لبنان

لكن هل تقبل "إسرائيل" أن تخوض حروبا عن غيرها خاصة أن هذا الغير ليس الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل تقبل "إسرائيل" بخوض حروب لا تحقق مصالحها أو مصالح الإدارة الأمريكية؟ ولماذا تقبل تل أبيب بخوض حروب عن المملكة السعودية ضد حزب الله مع كل التهديدات التي يطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ضد كيان الاحتلال؟ هل تستطيع المملكة السعودية تغيير وجهة النظر الإسرائيلية في هذا الخصوص؟

حتى الساعة كل المؤشرات تشير إلى أن المساعي السعودية للدفع باتجاه الحرب الإسرائيلية على لبنان باءت بالفشل، رغم أن لا تأكيدات حاسمة بعدم حصول هذه الحرب أو قيام "إسرائيل" بالاعتداء على لبنان تحت حجج وذرائع مختلفة، إلا أن ذلك لا يظهر أرجحية حصول لسبب واحد أن "إسرائيل" كما يبدو لا ترى أن لها مصلحة في ذلك وأن معادلات الردع مع حزب الله تدفعها لعدم الوقوع في الخطأ من جديد كما حصل في تموز من العام 2006، وتجعلها تحسب الأمور بدقة قبل الخوض في حرب جديدة ربما تؤثر على مصير الكيان ككل.

 

تنبيهات إسرائيلية من قدرات حزب الله..

والمخاطر على هذا الكيان اليوم أكثر من أن تعد وتحصى ونقاط الضعف كثيرة إذا ما قرر حزب الله الرد على أي عمل عدائي، منها على سبيل المثال ما يُحكى عنه اليوم في وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها هو الأضرار الفادحة التي ستلحق بمدينة حيفا إذا ما تم استهداف مجمع تكرير النفط هناك، فالسلطات الإسرائيلية تريد تجميع منصات تكرير النفط في مكان واحد في حيفا الأمر الذي تحذر منه الأوساط الأمنية في كيان الاحتلال، لأنه سيجعل الأضرار أفدح وأكبر نتيجة استهداف حزب الله لها بجهد صاروخي بسيط، رغم أن السلطات الإسرائيلية عملت مؤخرا على تفكيك حاويات الأمونيا التي كانت موجودة في حيفا ونقلتها من هناك خوفا من تهديدات حزب الله.

وبالسياق، برزت الكثير من التحليلات والتنبيهات الإسرائيلية من قبل إعلاميين أو أمنيين سابقين بوجوب عدم الوقوع في الفخ السعودي بتوريط تل أييب بمواجهة مع حزب الله، لأنها ستكون مكلفة وباهظة الثمن على الرغم من الأنباء الكثيرة عن التقارب بين الرياض وتل أبيب، إلا أن لا مصلحة للأخيرة في خوض حرب جديدة أمام قوة راكمت الكثير من القدرات والخبرات خاصة بعد حرب 2006 وبالتحديد خلال تجربة الحرب في سوريا ضد التنظيمات الإرهابية، فـ"إسرائيل" لا تقوم بأي خطوة بتهور وتسرع كما هو الحال لدى القيادة السعودية التي يبدو أنها تعرف اتخاذ القرارات من دون مراجعة دقيقة لتداعياتها، وهذا ما يفسر سرعة قيامها بخطوات كثيرة في الداخل والخارج  وعدم قدرتها على إيصال المسائل إلى خواتيمها بشكل يحقق مصالحها.

 

"إسرائيل" والتدخل بالأزمة..

لذلك كله، ترى "إسرائيل" أن الحرب المباشرة مع حزب الله نيابة عن المملكة السعودية لن تجني لها الفوائد المطلوبة في محاربة الحزب، إنما قد تعمل على الدخول على خط الأزمة السعودية اللبنانية المفتعلة من قبل السلطة في الرياض بعد إجبار الرئيس سعد الحريري على تقديم استقالته، والتدخل الإسرائيلي هنا قد يكون عبر تأجيج الفتن الطائفية والمذهبية في لبنان بما يشكل ساحة لإرباك حزب الله الذي يحاول بكل طاقاته الحفاظ على الوحدة الوطنية في لبنان والتماسك الإسلامي ضد أي محاولات فتنوية.

كما أن "إسرائيل" عبر خلق الفتنة قد تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فهي بالإضافة إلى توتير الأجواء لبنانيا، هي تعمل على زيادة التباعد العربي - العربي عبر إحداث الشرخ بين المملكة السعودية وباقي الدول العربية كلبنان بما يساعدها على الاستثمار أكثر فأكثر في نشر الفوضى والفتنة وإحداث الاضطراب في العلاقات بين دول المنطقة، ولذلك يمكن فهم سرعة ونشاط الأدوات الإعلامية والسياسية في لبنان بدعم سعودي مباشر وصل إلى حد تدخل بعض المسوؤلين السعوديين عبر تصريحات نارية لصب الزيت على نار الفتنة.

الواضح أن كيان  الاحتلال الإسرائيلي لن ينجر بسهولة مع الطموحات والأحلام السعودية ضد حزب الله في محاولة للمساومة على ملفات المنطقة وتحقيق أي نصر سياسي أو عسكري بعد سلسلة طويلة من الفشل في مختلف الساحات، بل أن الإسرائيلي(ومن خلفه الإدارة الأمريكية) سيعمل على تحقيق مصالحه سواء عبر الحرب أو بالوسائل الأمنية، وعلى هامش هذه الأمور سيقوم الإسرائيلي بابتزاز السلطة السعودية للحصول على المال وتمويل عملياته المشبوهة ضد الشعوب العربية والإسلامية.

أضيف بتاريخ :2017/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد