أكد وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل"، أمس الخميس، أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري "شريك فعلي معتدل ويجب دعمه وليس محاربته"، محذرا من أن "أي اعتداء سياسي خارجي على لبنان ستكون نتائجه عكسية".

وقال باسيل، في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل، إن "لبنان يعتمد سياسة النأي بالنفس عن مشاكل الخارج وعدم التدخل في مشاكل الآخرين كي لا يتدخل الآخرون بقضايانا الداخلية وعدم الاعتداء على أي دولة لكونها لا تعتدي علينا".

وأضاف: "هذا ما نحن في صدد المطالبة به، وهو أن تساعدنا الدول الصديقة على وقف السياسات الخاطئة والمتهورة التي تؤدي إلى تعزيز التطرف والإرهاب فيما نحن نواجهه، والتي تخلق ردود فعل متطرفة. هذا التطرف يطال كل دول العالم، بمن فيها أوروبا، ويغير معالمها السياسية، ويخلق ردود فعل تؤدي بنا إلى مشهد من العنف"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وتابع باسيل بالقول إن سعد الحريري "شريك لبناني فعلي معتدل ويسوق الاعتدال في لبنان والعالم. لذلك، يجب دعمه، لا محاربته، لأن محاربته تؤدي إلى تعزيز الأفكار المتطرفة التي تعاني منها أوروبا ولبنان، كما تؤدي إلى التلاعب باستقرار لبنان".

وطالب باسيل ألمانيا "بما لديها من علاقات سياسية حول العالم بألا تسمح بالقيام بمغامرات غير محسوبة تضر بأوروبا وتؤول إلى الفشل". وقال إن "أي مغامرة إن كان يروج لها البعض عسكريا من قبل إسرائيل ضد لبنان ستنتهي بالخسارة... وأي اعتداء سياسي خارجي على لبنان ستكون نتائجه عكسية".
 مُضيفا: أن "لبنان أظهر حتى الآن مناعة وحكمة ووحدة كبيرة تجاه هذه الأزمة، ونحن مستمرون بها ومتكلون على لقاءاتنا ونأمل عدم الدخول في تصعيد دبلوماسي آخر".

وتابع بالقول: "نحن ننتظر في الأيام القيلة المقبلة عودة رئيس حكومتنا سعد الحريري إلى بلاده ليقوم بما يراه مناسبا، فالحرية في لبنان مصانة وممنوحة للجميع ليتخذوا قراراتهم السياسية من تلقاء ذاتهم، ومن دون الإملاء من الخارج أيا كان هذا الخارج، فنحن نرفض أن تتدخل دولة في شؤوننا الداخلية، ويجب أن نعتاد كلبنانيين ويعتاد علينا المجتمع الدولي بأننا دولة حرة ذات سيادة مستقلة تتخذ قراراتها بذاتها لمصلحة شعبها".