آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

على ذقن من يضحك هذا الجبير؟ يكاد المريب!


نبيل نايلي

“حينما يكون هناك سلام ستكون علاقات طبيعية بين إسرائيل وجميع الدول العربية.. لا يزال الموقف العربي ثابتا إزاء ضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية !” وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير.

بعد سلسة التسريبات والتصريحات العلنية والمدوية لعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة حول “وجود اتصالات سرّية بين تل أبيب والرياض!”، لا سيما في “مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية حول إيران التي باتت العدوّ المركزي وتوارى عن الأنظار الكيان الصهيوني بقدرة قادر، ما دام القرار مصادرا حتى إشعار آخر! هذا وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ينفى بشدة “وجود أي علاقة بين بلاده وإسرائيل”! ويؤكد في مقابلة بثتها قناة “سي بي إس″ المصرية ، “التزام الرياض بمبادرة السلام العربية  كطريقة للوصول إلى السلام والبدء بتطبيع العلاقات بين تل أبيب والعالم العربي! “

طيب ماذا عساك ترد على رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي ايزنكوت، الذي اختار موقع صحيفة “إيلاف” الإلكترونية السعودية بالذات، ليصرّح في سابقة هي الأولى من نوعها، مبديا استعداد حكومة الاحتلال الغاصب “لتبادل المعلومات الاستخبارية” مع السعودية “لمواجهة إيران”؟

وماذا عن قول وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، الذي أفاد أن “إسرائيل تقيم علاقات سرّية مع عدد من الدول العربية من بينها السعودية، لافتا إلى أن هذه العلاقات “تبقى طي الكتمان بطلب من الدول العربية المعنية!” نفسها.

تطبّعون سرّا ويفضحونكم علنا!!!

يبلغ استغرابنا مداه حين يشدد “غوبلز″ السعودية “على أن الموقف العربي لا يزال ثابتا إزاء ضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأن الأمور الأخرى يمكن التوصل إلى التفاهم بشأنها مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين! يا سلام ! ماذا فعلت المملكة ليبقى هذا الموقف العربي أصلا؟ ما هذا الدمار الذي شمل كل العواصم العربية المؤثرة والجيوش التي كانت تسبب صداعا للكيان؟ هل وجهت هذه المملكة المذهبة يوما أسلحتها لهذا الذي يغتصب فلسطين ويعرض خدماته لمواجهة إيران؟

منذ متى صرت وصارت المملكة تتحدث باسم العرب والمسلمين؟ أم أن هذه الجامعة التي اختطفتم قرارها وحولتموها إلى أتعس مما كانت عليه هي من تخول لكم ذلك؟ هل بلغت بكم العزة بالإثم أن تحالفكم “الإسلامي” جدا والذي حوّل اليمن إلى ركام دون أن ينتصر عليه هو من يمليكم سياساتكم الرعناء؟

أما “الأشياء الإيجابية” التي تزفوننا، وهذه الـ”نقلة النوعية في المملكة” و”الإصلاحات” و”تعزيز أداء المؤسسات” و”تطبيق رؤية التنمية 2030″،  فذرّ الرماد في العيون ونرى نتائجها في السعودية التي تقترض وتدفع “جزية العصر”! وفي اليمن الذي كان سعيدا وحولتموه إلى العصر الحجري بفضل عاصفة حزمكم وفي كرة ثلج التطبيع المتدحرجة التي تتكشّف ملامحها يوما بعد يوم!

طبّعوا مع الكيان كما تشاؤون وتعاونوا معه ما شئتم ونا شاؤوا، فقط ارفعوا عن أيديكم عن فلسطين وعن قضايا العرب التي خذلها نفطكم وسياساتكم ذات العمى الاستراتيجي!
 هزلت!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/11/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد