آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
معن حمية
عن الكاتب :
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

نقض قرار التقسيم الأممي بقرار فلسطيني يوحّد الفلسطينيين


معن حمية

قبل سبعين عاماً، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 181 الذي قضى بتقسيم فلسطين، وبموجبه تكون الأمم المتحدة قد اعترفت بدولة يهودية على ما يقارب الستين في المئة من مساحة فلسطين.

في العام 1948، أي بعد عام على قرار التقسيم، احتلّ العدو اليهودي فلسطين كلها، مرتكباً المجازر الإبادية بحق الفلسطينيين ومشرّداً مئات الآلاف منهم. وقد حدث ذلك من دون أن تقوم الأمم المتحدة بأيّ إجراء أقله تحت سقف قرارها الذي وضع كياناً يهودياً عنصرياً استيطانياً على خريطة جمعية الأمم المنتصرة في الحروب.

صحيح أنّ قرار التقسيم لا يستند إلى مبادئ القانون الدولي، وليست له أية مفاعيل قانونية وحقوقية. لكنه ترجمة لـ «وعد بلفور» المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وبالتالي فإنّ القرار 181 كما «وعد بلفور»، كلاهما لا يستندان إلى مبادئ القانون الدولي، ونتيجة هيمنة استعمارية.

لكن، هل اقتصر دور الأمم المتحدة في تلك الفترة على إصدار قرار التقسيم المشؤوم، أم أنها هيّأت الأرضية المناسبة، التي مكّنت العدو الصهيوني من احتلال فلسطين كلها؟

بالتأكيد، الأمر ليس مجرد صدفة. فالقرار الأممي كان بمثابة إطلاق الصافرة الأممية لبدء الهجوم الصهيوني للقضاء على ما تبقّى من الفلسطينيّين في أرضهم، بواسطة القتل والمجازر والتهجير والتشريد، وتكريس واقع احتلالي استيطاني محمي بقوة البطش والإجرام وبقرار التقسيم.

وعليه، فإنّ قرار التقسيم، شكل أحد أخطر التحديات التي واجهت المسألة الفلسطينية، فهو لم يغطّ احتلال فلسطين من قبل اليهود وحسب، بل اعتمدته الأمم المتحدة ومؤسّساتها وسائر الهيئات الدولية المرتبطة، أداة ضغط على المقاومة الفلسطينية، وهو ما كلّف الفلسطينيين أثماناً كبيرة.

اليوم، لا بدّ من قراءة فلسطينية متأنيّة وعميقة لكلّ المسار الفلسطيني الذي بُني على أساس قرارات دولية صدرت بمعظمها بدافع مصلحة «إسرائيلية». ومثل هذه القراءة ستؤدّي إلى قناعة راسخة، بأنّ كلّ المسار التسووي جلب الويل على فلسطين، وأنّ حماية فلسطين من خطر التصفية تقتضي إعادة إحياء المسار النضالي المقاوم.

إعادة الاعتبار لخيار الكفاح المسلح من أجل تحرير فلسطين، أقلّ كلفة من أيّ خيار آخر، لكنه الأصعب في هذه المرحلة بعد أن تآمر معظم الأنظمة العربية على فلسطين وأصبح في الحضن «الإسرائيلي».

بعد سبعين عاماً على قرار أممي مشؤوم بتقسيم فلسطين، آن الأوان لقرار فلسطيني يوحّد الفلسطينيين كلّهم على هدف تحرير فلسطين كلّ فلسطين من النهر إلى البحر.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2017/11/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد