إقليمية

الخذلان التركي للسعودية وفقاعة ’التحالف الاستراتيجي’


من المعلوم أن أصعب المواقف التي يكون فيها الشخص، هو الخذلان، فكيف إذا أتى الخذلان من "صديق مقرب"؟! هذا الخذلان هو الضربة الأشد وجعاً الذي تلقته الرياض خلال هذا الأسبوع من أنقرة .

بداية الخذلان جاء بإدانة تركيا إعدام الشيخ "نمر النمر"، في الوقت الذي لم يمضِ على تشكيل "مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين" سوى بضعة أيام.

المتحدث باسم الحكومة التركية "نعمان كورتولموش" أعلن أن بلاده لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر، لأن أنقرة تعارض هذه العقوبة، مؤكداً أن هذا الإعدام لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة.

كورتولموش لم يكتفِ بالإدانة بل أضاف: "تربطنا صداقة بالسعودية وإيران، ولا نريد لهما أن تقتتلا، لأن هذا هو آخر شيء تحتاجه المنطقة".

بهذا الوضوح عبّرت تركيا عن عدم استعدادها للبدء بتنفيذ التعاون العسكري مع السعودية.

وكان الجبير أعلن في وقت سابق عن تشكيل مجلس تعاوني بين تركيا والسعودية، وقال "إن مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين سيهتم بأمور عديدة بما فيها المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعليم والشؤون الثقافية والطب وغيرها من المجالات".

وبحسب محللين ومراقبين فإن السياسة السعودية الممارسة منذ أقل من عام لا تبدو مقنعة بما يكفي بالنسبة إلى أقرب الحلفاء، فردود الفعل الصادرة عنهم لم ترقَ إلى مستوى الضجيج الذي أحدثته السعودية، وفقاعة التحالف الاستراتيجي الذي استبشرت به خيرا ماهو إلا سراب.

و يعرف أصدقاء السعودية خفايا سياسة الرياض الحالية، ويدركون أنه ما إن تخطو إحدى خطواتها المتهوّرة، عليهم أن يلجؤوا إلى مداراتها، آخذين في الاعتبار القيادة الشابة الجديدة، والخلافات على السلطة ضمن العائلة الحاكمة.
إضافة إلى الظروف الإقليمية وفقدان وهج النفوذ السعودي في المنطقة، المتخبط يميناً ويساراً، ومع ما تحمله القرقعة السعودية الأخيرة من فراغ على مستوى التأثير الظرفي، هي أيضاً تنطوي على آثار سيئة وأذيّة غير مباشرة، لهذا يلجأ الحلفاء إلى مداراتها.

الخذلان التركي للسعودية لم يعكره الاعلان عن فقاعة اسمها التحالف الاستراتيجي. الخطوات المتهورة لقيادة شابة جديدة تفتقر إلى الحكمة وتجهل الكثير من السياسة، لا يمكن لها أن تأخذ أنقرة معها إلى الجنون أيضاً.

أضيف بتاريخ :2016/01/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد